ولكن الناس كانوا على طبقات مختلفة، ومراتب متباينة: من قاتل، ومن شاد على عضده، ومن خاذل عن نصرته. والعاجز ناصر بإرادته، ومطيع بحسن نيته. وإنما الشك منا فيه وفي خاذله، ومن أراد عزله والاستبدال به. فأما قاتله والمعين على دمه والمريد لذلك منه، فضلال لا شك فيهم، ومراق لا امتراء في حكمهم. على أن هذا لم يعد منهم الفجور، إما على سوء تأويل، وإما على تعمد للشقاء.
ثم مازالت الفتن متصلة، والحروب مترادفة، كحرب الجمل، وكوقائع صفين، وكيوم النهروان، وقبل ذلك يوم الزابوقة وفيه أسر ابن حنيف وقتل حكيم بن جبلة.
إلى أن قتل أشقاها علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فأسعده الله بالشهادة، وأوجب لقاتله النار واللعنة.
إلى أن كان من اعتزال الحسن عليه السلام الحروب وتخليته الأمور، عند انتشار أصحابه، وما رأى من الخلل في عسكره، وما عرف من اختلافهم على أبيه، وكثرة تلونهم عليه.
صفحة ١٠