ومنكم الذين أودع الحق قلوبهم، ولكنهم يأبون أن يلبسوه حلة اللفظ، وفي أحضان هؤلاء تقطن الروح في هدوء وسكون. •••
فإذا رأيت صديقك على جادة الطريق، أو جمعتك به ساحة المدينة، فدع الروح التي فيك تحرك شفتيك وتدير لسانك،
افسح المجال للصوت الذي في أعماق صوتك فيخاطب أذن أذنه؛
لأن نفسه تحتفظ بسر قلبك كما يتذكر فمه طعم الخمرة الطيبة، وإن نسي الفكر لونها وتحطمت الكأس التي حملتها.
الزمان
ثم قال له فلكي: أيها المعلم، ماذا تعتقد بالزمان؟
فأجابه قائلا:
أنت تريد أن تقيس الزمان غير المحدود، الذي لا قياس له،
وتود أن تطبق سلوكك وتعين مسالك روحك على مقتضى الساعات والفصول.
بل أنت تريد أن تجعل الزمان جدولا تجلس إلى حافته وتراقب انسجام مياهه وتصغي إلى خريرها. •••
صفحة غير معروفة