النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
تصانيف
8
المهم أن «يوسفيوس» يتابع روايته عن الهكسوس، نقلا عن «مانيتو»، فيقول: إن الحال قد استمر كذلك حتى قام الفرعون المصري «تثموزيس»
Tethmosis
بالتمرد عليهم، وطردهم من بلاده في حرب هائلة،
9
حيث لم يكن حكام الهكسوس قد تمكنوا من القضاء على الحكم المصري الوطني، المتحصن طوال الوقت في طيبة جنوبي مصر؛ أولئك الذين خاضوا حربا طويلة ضد الهكسوس، وبعد أن استمر الاحتلال خمسمائة عام وإحدى عشرة سنة، تمكن «تثموزيس» من طرد المحتلين، فانسحبوا إلى سوريا (يقصد بسوريا كل بلاد الشام شرقي المتوسط [المؤلف])، حيث أسسوا هناك المدينة المعروفة باسم أورشليم.
10
ولما كان «مانيتو» قد زعم أن البعض اعتبر الهكسوس عربا، وأن البعض الآخر رآهم فينيقيين، فقد رأى «يوسفيوس» من جانبه أن خروجهم من مصر إلى يهوذا تحديدا وتأسيسهم أورشليم بالذات، وصفتهم كعرب «بدو ساميين»، وكفينيقيين، شواهد قاطعة على أنهم كانوا من بني إسرائيل، وأنهم دخلوا مصر ملوكا ولم يدخلوها عبيدا أبدا.
ويستمر «يوسفيوس» ناقلا عن «مانيتو»: أن الهكسوس تركوا منهم بقايا لم يستطيعوا الفرار، فوقعوا أسرى بيد المصريين، حيث سيموا العذاب الطويل، وفرضت عليهم السخرة انتقاما منهم، «وبعد أن قضى أولئك الذين أرسلوا للعمل في المحاجر، زمنا طويلا في تلك الحياة البائسة، طلبوا من الملك أن يخصص لهم مدينة أفاريس
Avaris - وكانت قد خوت على عروشها، بعد أن تركها الرعاة الهكسوس - لتكون لهم مسكنا ووقاء، فاستجاب للرغبة وحققها لهم، والواقع أن هذه المدينة كانت مدينة الإله
صفحة غير معروفة