النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
تصانيف
، وهو تجميع كهنوتي يرجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد، ويركز على شعائر العبادة والطقوس، ويعود إلى التركيز على العهد بين الله وبين نوح، ثم مع إبراهيم ثم مع موسى ثم مع داود، ويقوم جوهره على وجوب إخلاص الشعب اليهودي للعهد حتى يستحق الخلاص، ويتم الوفاء بالعهد من قبل الله إذا أخلص الشعب، ووفى لربه، وذلك بالتزام عباده بالشريعة بدقة، وشريطة أن يتمسكوا بلحظتين تاريخيتين جوهريتين في تاريخهم: الأولى هي لحظة العهد القديم بين الله وبينهم ممثلين في جدهم إبراهيم، وهو الوعد الذي منحهم الله بموجبه أرض فلسطين، مقابل أن يختتن جميع الذكور في قضبانهم، ومعلوم أن أرض فلسطين إبان ذلك كانت خاضعة للحكم المصري، «وكان المصريون هم الشعب الذي ابتدع الختان منذ بداية التاريخ»، في وقت كان فيه المصريون هم السادة في فلسطين زمن الإمبراطورية وكانوا مختتنين، ويبدو أن ذلك الأمر قد أمسى راسخا، حتى وجد الإسرائيليون أنفسهم بحاجة للختان، كدلالة على السيادة في الأرض، والسيادة امتلاك وحكم كالمصريين. ويؤكد هذا المعنى اللحظة الثانية في تاريخهم، التي يجب أن يتمسكوا بها تماما، وهي لحظة خروجهم من مصر، لحظة المعجزة الكبرى وانشقاق البحر، «تأكيدا على مصر والانتماء إليها بأي شكل»؛ لذلك فإن العزف على معجزة فلق البحر والخروج من مصر، يكاد يكون ترنيمة أساسية متكررة دائمة، يومية لدى اليهودي الورع، وتتكرر في كل أسفار أو كتب العهد القديم المقدس بلا استثناء . (انظر الشكل رقم
1-1 .)
شكل 1-1: الختان المصري.
ويرجع زمن ذلك المصدر إلى عهد «عزرا»، وقد تم إدماج هذا المصدر مع المصدرين اليهوي والإلوهيمي، حوالي نهاية القرن الخامس قبل الميلاد.
وقد قامت مدرسة فلهاوزن بعمل شديد الجرأة، عندما قررت عكس الترتيب التقليدي لأسفار التوراة، بناء على ما وصلت إليه من نتائج النقد والمقارنة والتحليل، بحيث أصبح الترتيب يعاد على النحو التالي:
العهد القديم من الكتاب المقدس (1)
أسفار الأنبياء. (2)
الأسفار التاريخية. (3)
أسفار موسى الخمسة + سفر يشوع = التوراة.
ثم أضيفت إليها الأسفار بعد ذلك بترتيب منهجي، حسب مادتها المشتركة وموضوعها، وليس حسب الترتيب الزمني لتأليفها. (3) طرق تدوين العهد القديم
صفحة غير معروفة