وهدم مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسعه وبناه لما كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبسط في مسجد الرسول -صلى الله علي وسلم-
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة
الفتوحات الإسلامية
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرهاء وحران ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبيسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبرلس وقد ذل لوطأته ملوك الفرس والروم وعتاة العرب حتى قال بعضهم :( كانت درة عمر أهيب من سيف الحجاج )
هيبته وتواضعه
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فروا ، مع أنه لم يكن جبارا ولا متكبرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حجاب ، ولم يغره الأمر ولم تبطره النعمة
استشهاده
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعيد النظر واسع الفكر، يخشى على المجتمع الإسلامي من التلوث، ويخاف عليه من عدم التجانس بوجود عناصر غريبة فيه، تضيع معها الرقابة، وتنتشر آراء متباينة بالاختلاط، وتكثر فيه الإساءة والنيل من مقوماته، يخشى أن يقوم الذي يأتون من خارج المجتمع من المجوس وسبي القتال بأعمال يريدون بها تهديم الكيان الإسلامي، لهذا فإنه منع من احتلم من هؤلاء دخول مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، إلا أن عددا من الفرس الذين دالت دولتهم قد أظهروا الإسلام، ودخلوا المدينة، ولا تزال عندهم من رواسب الماضي صلات مختلفة بعقيدتهم المجوسية القديمة، وارتباطات بحكومتهم السابقة، أو أنهم أظهروا الإسلام وأبطنوا المجوسية.
صفحة ٢٧