قياما ينظرون إلى سعيد ... كأنهم يرون به هلالا
فأخذ هذا ذو الرمة فمسخه ومضغه وتكلّفه، فقال: يمدح بلال بن أبى بردة، ولم يكن له حظّ فى المدح «٥٨»:
كأنّ الناس حين يمرّ «٥٩» حتى ... عواتق لم تكن تدع الحجالا «٦٠»
قياما ينظرون إلى بلال ... رفاق الحىّ «٦١» أبصرت الهلالا [٩٠]
أخبرنى محمد بن يحيى، قال: حدثنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا بكر بن محمد المازنى، قال: حدثنا الأصمعى، قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: أخطأ ذو الرمة فى قوله «٦٢»:
حراجيج ما تنفكّ إلّا مناخة ... على الخسف أو نرمى بها بلدا قفرا «٦٣»
فى إدخاله «إلّا» بعد قوله «ما تنفك» . قال الفضل: لا يقال: ما زال زيد إلّا قائما. قال الصولى: وسمعت أحمد بن يحيى يقول: لا يدخل مع ما ينفكّ وما يزال «إلّا»؛ لأن «ما» مع هذه الحروف خبر وليست بجحد.
قال الصولى: وحدثنا محمد بن سعيد الأصمّ، وأحمد بن يزيد، قالا: حدثنا يزيد المهلى، عن إسحاق الموصلى أنه كان ينشد هذا البيت لذى الرمة:
حراجيج ما تنفك إلّا مناخة
والآل الشخص، ويقول: نحتال لصوابه، ونحتجّ ببيته الذى ذكر فيه الآل فى غير هذه القصيدة، وهو قوله «٦٤»:
1 / 236