الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء

المرزباني الخراساني ت. 384 هجري
125

الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء

ألا ربّ مولود وليس له أب ... وذوى ولد لم يلده أبوان فحرك الدال بالفتح لما أسكن اللام. وأما قول الشاعر: قواطنا مكة من ورق الحمى فإنه أراد «الحمام» فحذف الألف، فبقى «الحمم»، فاجتمع حرفان من جنس واحد، فأبدل الميم الثانية ياء، كما قالوا: «تظنّيت»، فأبدلوا الياء من النون، ولا يجوز أن نقول- على هذا: الحمى فى الحمار، ولا ما أشبه هذا، لأن هذا شاذ لا يقاس عليه. ٨- وقد ضاعف الشاعر ما لا يجوز أن يضاعف فى الكلام. قال قعنب «١٨٢» . مهلا أعاذل قد جرّبت من خلقى ... أنى أجود لأقوام وإن ضننوا «١٨٣» وقال الآخر «١٨٤»: الحمد لله العلىّ الأجلل «١٨٥» وإنما الكلام «ضنوا» و«العلى الأجل»؛ فضاعف الشاعر. ٩- وقد يردّ الشاعر الإعراب إلى أصله فى مثل قاض، فيقول قاضى وقاضى غير مهموز، وكذلك جوارى وغوانى. فقال «١٨٦»: لا بارك الله فى الغوانى هل ... يصبحن إلّا لهنّ مطّلب وقول الآخر «١٨٧»: ما إن رأيت ولا أرى فى مدّتى ... كجوارى يلعبن فى الصحراء

1 / 125