الموشى
محقق
كمال مصطفى
الناشر
مكتبة الخانجي،شارع عبد العزيز
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٧١ هـ - ١٩٥٣ م
مكان النشر
مصر - مطبعة الاعتماد
وسألت بعض الظرفاء عن الظرف فقال: التودد إلى الإخوان، وكف الأذى عن الجيران.
وقال آخر: الظرف ظلف النفس، وسخاء الكف، وعفة الفرج.
وأخبرني أحمد بن عبيد قال: قال الأصمعي وابن الأعرابي: لا يكون الظرف إلا في اللسان. يقال: فلان ظريف، أي هو بليغ، جيد المنطق، ومنه حديث عمر بن الخطاب، ﵁: إذا كان اللص ظريفًا لم يقطع أي لأنه يكون له لسان فيحتج به، فيدفع عن نفسه.
قال: وروي عن محمد بن سيرين أنه قال: الظرف مشتق من الفطنة.
وقال غيره: الظرف حسن الوجه والهيئة. وقال بعض المشيخة: الظريف الذي قد تأدب، وأخذ من كل العلوم، فصار وعاءً لها، فهو ظرف.
وقال أحمد بن عبيد: معناه أنه يعي أدبًا وعلمًا، كما يعي ظرف الشيء ما يكون فيه، ولذلك معنى: إذا كان اللص ظريفًا لم يقطع، إذا كان واعيًا للعلم لم يسرق إلا بتأول، كما فعل الشعبي، وقد دخل بيت المال، فأخذ منه دراهم، وإنما أراد به التأول لما له فيه من الحق.
وسألت بعض متظرفات القصور عن الظرف، فقالت: من كان فصيحًا عفيفًا كان عندنا متكاملًا ظريفًا، ومن كان غنيًا عاهرًا كان ناقصًا فاجرًا.
وقال بعض الأدباء: الظرف ظلف النفس، ورقة الطبع، وصدق اللهجة، وكتمان السر. وسألت بعض الظرفاء فقال: الظرف في أربع خصال: الحياء، والكرم، والعفة، والورع؛
1 / 52