400

مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

محقق

مرزوق علي إبراهيم

الناشر

دار الراية

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٥ هـ

سنة النشر

١٩٩٥ م

تصانيف

الجغرافيا
باب ذكر أسواق العرب التي كانت تقوم بمكة في مواسم الحج
كان للعرب أسواق، فأعظمها وأكثرها جمعًا وتجارة: سوق عكاظ، وكان كسرى في ذلك الزمان يبعث بِالسَّيْفِ الْقَاطِعِ وَالْفَرَسِ الرَّائِعِ وَالْحُلَّةِ الْفَاخِرَةِ، فَتُعْرَضُ فِي ذَلِكَ السُّوقِ وَيُنَادِي مُنَادِيهِ: إِنَّ هَذَا بَعَثَهُ الْمَلِكُ إِلَى سَيِّدِ الْعَرَبِ، فَلا يَأْخُذُهُ إلا من أذعنت له العرب جميعًا بِالسُّؤْدُدِ. فَكَانَ آخِرُ مَنْ أَخَذَهُ بِعُكَاظٍ حَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ.
وَكَانَ كِسْرَى يُرِيدُ بِذَلِكَ: مَعْرِفَةَ ساداتهم ليعتمد عليهم في أمور العرب، فَيَكُونُونَ عَوْنًا لَهُ عَلَى إِعْزَازِ مُلْكِهِ وَحِمَايَتِهِ مِنَ الْعَرَبِ.
وَكَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ مِنْ سُوقِ عُكَاظٍ إِلَى سُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَبَيْنَهُمَا قُرْبٌ، فيقيمون بها إلى آخر يوم التروية.

2 / 61