واللعب: معناه العبث، وهو مقرون باللهو، وهما مكرران في نمط لا يفارق (¬4) أحدهما الآخر من نفس المتعلقين به، وهو الأشر (¬5) والبطر والمرح ، وقيل إن اللاعب هو السابح في الماء بيديه إذا مر من الماء في كل وجهة، لقوله تعالى : [ فذرهم يخوضوا ويلعيوا ] (¬1) ، وقال جل ذكره : [ الذين هم في غمرة ساهون ] (¬2) فالغمرة هنا ما غمر من الماء ، والساهي : اللاعب الغافل عما يراد به ، وقيل : يخوضوا ويلعبوا ، أي : يخوضوا فيماء شاؤا من القول ، فمن ذهب إلى خوض الماء كتبه بالضاد ، ومن ذهب إلى الخوظ في الحديث كتبه بالظاء ، قال الشيخ الإمام أبو عبد الله المعروف بالحضرمي في في معشراته في حرف الظاء :
ظلام على صبح وغصن على نقا ... ... هنالك يختال الفتى ويخوظ
/ قوله يختال : يعني يتيه ويعجب ، فالاختيال والخيلاء هما العجب والكبر 2 ب والفاعل مختال ، وفيه لغة أخرى ، وهي مخيلة ، وهي العجب أيضا والكبر ، قال امرؤ القيس :
لعمرك ما إن ضرني وسط حمير وأقوالها إلا المخيلة والسكر
يعني ما ضرضني وآذاني إلا أطراف حمير وايذاؤها (¬3) من الناس ؛ لأن الوسط بسكون السين الطرف من كل شيئ ، وبتحريكها الوسط من كل شيئ ، قال عنترة في الطرف :
ما راعني إلا حمولة أهلها وسط الديار تسف حب الخمخم
راعني : أفزعني ، والحمولة بفتح الحاء : الإبل الحوامل ، تكون جمعا (¬4) وواحدة وقيل الجمع حمول بغير هاء ، والواحدة بالهاء ، قال الله تعالى : [ ومن الأنعام حمولة وفرشا ] (¬5) ، وقال امرؤ القيس :
حي الحمول بجانب العزل إذ لا يلائم شكلها شكلي
رجعنا إلى شرح بيت عنترة ، قوله : تسف : تأكل ، وكذلك تلس لسا ، أي : ترعى رعيا شديدا ، قال ابن دريد :
صفحة ١٠