أما من ناحية التقسيم الإداري لبلاد اليمن في فترة موضوع البحث فإنه من الصعب أن أوضح حقيقة وضعه؛ لقلة المادة التاريخية اللازمة ولانصراف أغلب المراجع المعاصرة عن توضيح هذا الموضوع، ولكن برجوعنا إلى دراسة الوضع الإداري لولاية اليمن في العهد العثماني -أي في أوائل القرن السابع عشر الميلادي- وجدنا أن العثمانيين قد قسموا اليمن إلى تسعة ألوية:
صنعاء: يقال: إن سام بن نوح هو أول من اختطها، ولهذا تسمى مدينة (سام)، كما تسمى (آزال) باسم آزال بن قحطان، ويقال: إن أهل الحبشة لما رأوا المدينة مبنية بالحجارة وهي مدينة حصينة قالوا: هذه صنعة، ومعناه حصينة، فسميت صنعاء، وهي أكبر مدن اليمن وأقدمها تاريخيا.
المخا: مدينة مشهورة على ساحل البحر الأحمر بين زبيد وعدن، واشتهرت بتصدير البن إلى أوروبا وباسمها سمى الأوروبيون أفخر البن (مكا) (MOKA).
زبيد: اسم واد به مدينة يقال لها: الخصيب، ثم غلب عليها اسم الوادي أي (زبيد)، فأصحبت تلك المدينة لا تعرف إلا به، وإلى هذه المدينة ينسب العديد من العلماء.
تعز: مدينة مشهورة في سفح جبل صبر الشمالي ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث الهجري، سكنها الصليحيون (يقال: إنهم هم الباطنية، أصحاب المذهب الإسماعيلي في اليمن آنذاك)، والرسوليون، وفيها الكثير من آثارهم.
صفحة ١٠