200

وبين (1) الناس : لم سلطت كلبك على الناس؟ متى لم يشده ويمنعه.

فإذا صح ذلك فمن أين أن المراد ما قالوه؟ ولا يعرف « سلط ) بمعنى : خلق نفس الفعل! وإنما يستعمل ذلك فيما يحمل على الفعل أو يجرى مجراه ، فلا ظاهر للقوم يتعلقون به.

والمراد بالآية أنه منع من مقاتلة الذين يصلون إلى قوم بينهم وبينهم ميثاق فقال تعالى : لو قاتلتموهم ، وقد منعكم من مقاتلتهم ، لسلطهم عليكم ، بأن أتيح لهم المقاتلة والدفع عن أنفسهم ، وصدر الآية يدل على هذا المعنى ، فيجب حمله عليه (2).

** 168 دلالة :

[93] يدل على أن قتل المؤمن على وجه التعمد يستحق به الخلود فى النار ، وذلك (3) يبطل قول من يقول : إنه يجوز ألا يدخلهم النار ، « أو يخرجهم منها (4)، لأنه تعالى جعل ذلك « حق القتل (5)، ومن حق الجزاء أن لا يكون موصوفا بذلك إلا فى حال وقوعه ، فأما المستحق الذى لم يفعل فإنه لا (6) يوصف به ، فليس لأحد أن يقول إنما تدل الآية على أن ذلك جزاءه فمن أين أنه يفعل به لا محالة؟!

وكأنه تعالى قال : إن ما يفعل به على جهة الجزاء هو أن يدخل نار جهنم خالدا فيها ، وليس يجب ، من حيث خص قتل المؤمن بالذكر ، أن يكون قتل من ليس بمؤمن ذمى أو فاسق ، بخلافه! لأنه لا يمتنع أن تسوى الدلالة بينهما ،

صفحة ٢٠١