سائر ما يفعله بمنزلة لونه وهيئته فى أنه ليس له (1) فيه شيء ، فمن أين أنه يستحق المدح؟
وبعد ، فإن « الأمر ) فى الحقيقة هو قول القائل : افعل ، فيجب أن يقتضى ظاهره أنه ليس له أن يأمر وينهى ، وهذا مما لا يقول به مسلم!
** 125 مسألة :
يصحح (3) مذهب الخوارج (4)، فقال ( واتقوا النار التي أعدت للكافرين ) [131].
والجواب عن ذلك : أن كونها معدة « للكافر لا يمنع أن تكون معدة (5) لغيرهم ، فإنما تدل على أنها معدة لهم ، وحال غيرهم موقوف على الدليل.
وبعد ، فإنه عرف النار ثم وصفها بأنها معدة للكافرين ، فمن أين أنه أراد بذكرها جميع النيران ، مع تجويز أن يريد بها نارا مخصوصا (6)؟
وقد يقال إذا كان الغالب على الشيء قوم (7) دون قوم : إنه معد لهم ، كما يقول من اتخذ الطعام الكثير : أعددت ذلك للأضياف ، وإن كان يريد تناول
صفحة ١٦٠