57

[معنى ويحمل عرش ربك فوقهم..إلخ]

وعلى ما تقدم من المعاني للعرش يفسر قوله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(17)} [الحاقة].

فيحتمل أن يكون عرشا حقيقيا يحمله الملائكة، ولكن لا على معنى أن الله سبحانه فوق ذلك العرش وأنه محمول للملائكة، تعالى عن ذلك.

ويحتمل أن يكون المعنى: ويتحمل ملك الله سبحانه وتعالى وأمره ثمانية من الملائكة كما يقال مثلا: يحمل عرش مملكة كذا ويتحمله ثلاثة أشخاص: الملك، ونائبه الأول، ونائبه الثاني؛ يعني أنهم يقومون بالأعمال وترجع إليهم الأمور في إدارة المملكة.

وعلى هذا المعنى يمكن حمل قوله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(17)} [الحاقة]، فهو معنى جائز في لغة العرب فيكون التحمل مجازا كما أخبر الله سبحانه عن الظالمين وتحملهم أوزارهم في قوله تعالى: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم} [النحل:25]، فليس المعنى أنهم يحملون أوزارهم ويرفعونها فوق ظهورهم حقيقة، بل المعنى أنهم يتحملونها ويكونون مسؤولين عنها.

فكذلك قول الله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(17)} أي يتحمل ملك الله وأمره وتنفيذ ما أراد من الحساب والعقاب ثمانية افراد، اوالاف، اواصناف من الملائكة.

صفحة ٥٧