وهم ينقسمون في ذلك إلى فرقتين: فمنهم من ليس بهذه البشاعة والصراحة في التجسيم بل يحاولون التأويل في بعض الأحيان، وأحيانا يقولون: نمر الآيات على ظواهرها ولا نتعرض لها، وكذا الأحاديث يقولون: إنهم يمرونها على ظواهرها ولا يفسرونها، بل يقولون: إنهم يؤمنون بها بلا تشبيه ولا تمثيل ولاتعطيل.
وهذه الأقوال أقوال بعض القدماء من أهل السنة، وخالفهم في ذلك معظم الحنابلة المشبهين المصرحين بالتشبيه، المتسمين في عصرنا الحاضر بالسلفية؛ فإنهم صرحوا بالتجسيم ولم يتقيدوا بمذاهب أسلافهم من أهل السنة.
فألف هؤلاء المشبهون مؤلفات كثيرة صرحوا فيها بالتجسيم، فوضعوا مؤلفات خاصة في صفات الله التي يزعمونها، وبوبوها أبوابا جعلوا كل باب لعضو، فيقولون: باب الوجه، باب اليدين،باب الساعد،باب الصدر، باب القدم.. الخ.
حتى أنهم صوروا الله على شكل انسان كامل من: وجه، وعينين، ولسان، وشفتين، وأضراس، ويد، وجنب، وصدر، وحقو، وفخذ، وقدمين،؛ فلم يبقوا شيئا من صفة الإنسان إلا وجعلوها لله عز وجل.
صفحة ٣٩