أولا: من أين ثبت لك هذه العادة، وما الدليل عليها؟ وما يؤمنك أن كل مدع للرسالة يكون غير صادق في دعواه؟ وأن تكون العادة أن ينصب الله المعجزة على يد الكاذبين على مقتضى مذهبكم ؟
ثانيا لو سلمنا هذه العادة:فبماذا تثبت نبوة أول رسول وثاني رسول قبل أن تثبت هذه العادة،
ثالثا:ما يدريك لعل الله خرق هذه العادة وغيرها في نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أليس لله سبحانه خرق العادات؟!
فإذا عرفت أن هذا الكلام الذي هو أوهى من نسج العنكبوت هو كلام المحققين من علمائهم، عرفت أنهم بنفيهم للتحسين والتقبيح العقليين قد سدوا على أنفسهم باب الشريعة ومعرفة صحة القرآن والسنة.
فكيف يدعون بعد هذا أنهم المتمسكون بالكتاب والسنة؟!!
ولهذا اعترف الرازي بفساد مذهبهم قائلا: لا يمكن إثبات صحة دعوة الأنبياء إلا على مذهب المعتزلة(1)،
وصدق الله تعالى حيث يقول: {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب(19)} [الرعد].
صفحة ١٨