وعلى مذهبهم: أن أي شيء ينهى عنه الله فإن نهيه عنه يصيره قبيحا ومنكرا وفحشاء، حتى لو نهى عن العدل والإحسان لأصبح فحشاء ومنكرا، ولو أمر بالفحشاء والمنكر لأصبح عدلا وإحسانا عندهم تعالى الله عن ذلك .
فتمدح الله تعالى في هذه الآية ليس له معنى على مذهبهم
ونتج عن هذه القضية أن قالت المجبرة: إن الله سبحانه وتعالى لا يقبح منه قبيح؛ لأنه لم يكن مأمورا من أحد ولا منهيا من أحد، فلم يكن هناك شيء في حقه قبيحا.
قلنا: إن هنالك أشياء قبيحة،حتى لو فعلها الله سبحانه كالظلم والكذب لكان قد فعل القبيح، فلو أن الله عذب إنسانا وأدخله النار وخلده فيها بغير ذنب لكان هذا ظلما وقبيحا، ولكن الله لا يفعل هذا القبيح لأنه قد مدح نفسه بعدم فعله، ولأنه عدل حكيم، وفعله لمثل تلك القبائح ينفي عنه العدل والحكمة.
وعلى قاعدتهم تلك وهي أنه لا يقبح من الله قبيح :
لو أن الله أدخل الأنبياء النار وخلدهم فيها أبدا، وأدخل الفراعنة الجنة ورفعهم في أعلى الدرجات لكان هذا حسنا وجائزا من الله سبحانه وقوعه ولا يعتبر ظلما !!!.
وكذا لو خلق الله إنسانا وعذبه من حين خلقه إلى الأبد من دون أن يفعل أي جريمة لما كان ذلك ظلما عندهم.
صفحة ١٢