قالت آنا وهي تحاول الصعود على المرحاض: «إن صدرك أحمر تماما.» عثرت روز على زيت الأطفال وحاولت أن تهدئ بشرتها به، ولكنها استخدمت قدرا كبيرا منه ما أدى إلى بقع زيتية على حمالة صدرها الجديدة. •••
كانت تعتقد أن كليفورد قد يكتب لها أثناء رحلته، ولكنه لم يفعل. كل ما فعله هو أنه اتصل بها من برينس جورج وكان يبدو مشغولا قائلا: «متى تصلين إلى باول ريفر؟» «في الرابعة.» «حسنا، استقلي الحافلة أو أيا ما كان متوافرا في البلدة. هل ذهبت إلى هناك من قبل؟» «لا.» «ولا أنا. لا أعرف سوى اسم الفندق الذي ستقيمين فيه. لا يمكنك الانتظار هناك.» «ما رأيك في محطة الحافلة؟ فلكل بلدة محطة للحافلات.» «حسنا، عند محطة الحافلات. سوف آخذك من هناك في حوالي الخامسة على الأرجح، ويمكننا أن ننقلك إلى فندق آخر. أتمنى من الله أن يكون هناك أكثر من فندق، اتفقنا إذن.»
كان يدعي أمام أعضاء الأوركسترا الآخرين أنه سيقضي الليلة مع أصدقاء في باول ريفر.
قالت روز: «يمكنني الذهاب والاستماع إليك وأنت تعزف، أليس كذلك؟» «بالتأكيد.» «لن أكون ظاهرة للعيان تماما، سوف أجلس في المؤخرة وسأتنكر في شكل سيدة عجوز؛ فأنا أحب أن أستمع إلى عزفك.» «اتفقنا.» «هل تمانع؟» «كلا.» «كليفورد.» «أجل؟» «أما زلت تريدني أن آتي؟» «أوه روز.» ««أعرف. إن صوتك فقط يوحي لي غير ذلك.» «أنا في بهو الفندق وهم بانتظاري، ومن المفترض أنني أتحدث إلى جوسلين.» «حسنا. أعرف ذلك. سوف آتي.» «باول ريفر. محطة الحافلات. الخامسة مساء.»
كانت هذه المكالمة مختلفة عن أحاديثهما الهاتفية المعتادة التي عادة ما تكون شجية وسخيفة، أو يثير كل منهما الآخر بحيث لا يستطيعان الحديث على الإطلاق. «هناك صوت نفس ثقيل.» «أعرف.» «لنتحدث عن شيء آخر.» «ماذا هناك أيضا؟» «هل الجو ضبابي عندك أيضا؟» «أجل. هل هناك ضباب أيضا عندك؟» «أجل. أتسمع صوت صافرة الضباب؟» «أجل.» «أليس صوتا مزعجا؟» «في الواقع أنا لا أنزعج منه. فأنا أحبه نوعا ما.» «جوسلين لا تحبه. أتعلمين كيف تصفه؟ إنها تقول إنه صوت ملل كوني.»
كانا في البداية يتجنبان الحديث عن جوسلين وباتريك تماما، بعد ذلك صارا يتحدثان عنهما بأسلوب صارم وحاد، وكأنهما أبوان يجب خداعهما والاحتيال عليهما، أما الآن، فصار بإمكانهما الحديث عنهما بأسلوب لطيف يقارب الإعجاب، وكأنهما ابناهما. •••
لم تكن هناك محطة للحافلات في باول ريفر؛ فاستقلت روز ليموزين المطار مع أربعة ركاب آخرين، جميعهم رجال، وأخبرت السائق بأنها تريد الذهاب إلى محطة الحافلات. «أتعلمين أين تقع؟»
قالت: «كلا.» وشعرت وكأنهم جميعا يرقبونها. «أكنت تريدين أن تستقلي حافلة؟» «لا.» «أتريدين فقط الذهاب إلى محطة الحافلات؟» «كان مقررا أن أقابل شخصا ما هناك.»
قال أحد الركاب: «لم أكن أعلم حتى بوجود محطة للحافلات هنا.»
فقال السائق: «حسب علمي لا يوجد أية محطة هنا. يوجد الآن حافلة تتجه إلى فانكوفر صباحا وتعود ليلا وتتوقف عند دار المسنين، أو بالأصح دار جامعي الحطب القدامى. تلك هي المحطة التي تتوقف عندها. كل ما يمكنني فعله هو أن أوصلك إلى هناك. أيوافقك هذا؟»
صفحة غير معروفة