بدت كلمة لذيذة كلمة غريبة الاستخدام بالنسبة لكليفورد. ربما كان ثملا، أو ربما لكراهيته للحفلات كلية مثلما قالت عنه جوسلين، أراد أن يتقمص دورا ما؛ ربما أراد أن يقال عنه إنه الرجل الذي يخبر فتاة أنها تبدو لذيذة. ربما كان ماهرا في التنكر وتقمص الأدوار، مثلما كانت روز تعتقد أنها نفسها بدأت تجيد ذلك. ومضت تتحدث إلى الكاتبة وإلى رجل يقوم بتدريس الأدب الإنجليزي خلال القرن السابع عشر. ربما كانت هي أيضا فقيرة وماهرة، متطرفة ووقحة كما يعرف أي شخص.
في الردهة الضيقة كان هناك رجل وفتاة يتعانقان بحرارة، وكلما أراد أحد أن يمر عبر هذه الردهة، يضطر العاشقان للابتعاد، ولكنهما كانا يواصلان تبادل النظرات فيما بينهما، ولم يكونا حتى يغلقان فميهما. كان منظر هذين الفمين المفتوحين المبتلين يجعل روز ترتجف، فلم يسبق أن عانقها أحد بهذا الشكل في حياتها، ولم ينفغر فوها بهذا الشكل من قبل. فقد كان باتريك يرى التقبيل على الطريقة الفرنسية شيئا مقززا.
كان هناك رجل أصلع ضئيل الحجم متمركز خارج باب المرحاض يقبل أية فتاة تخرج منه قائلا: «مرحبا يا عزيزتي، أنا في غاية السعادة لأنك استطعت الحضور، وفي غاية السعادة لرحيلك.»
قالت الكاتبة: «إن سيريل إنسان بشع، إنه يعتقد أن عليه أن يحاول التصرف وكأنه شاعر. ولا يستطيع التفكير في شيء سوى التسكع حول المرحاض ومضايقة الآخرين. إنه يعتقد أنه وقح.»
قالت روز: «هل هو شاعر؟»
قال محاضر الأدب الإنجليزي: «لقد أخبرني أنه أحرق كل قصائده.»
قالت روز: «يا له من سلوك متفاخر!» وقد سرت من نفسها لقولها هذا، وسرت منهم لضحكهم.
وبدأ محاضر الأدب الإنجليزي في التفكير في توريات على طريقة قصص توم سويفتي.
قالت الكاتبة في حسرة: «لا أستطيع التفكير في هذه الأشياء مطلقا؛ فأنا أهتم باللغة بشكل مبالغ.»
انطلقت أصوات عالية من غرفة المعيشة، وميزت روز صوت باتريك يتعالى ويتعالى طاغيا على أصوات الآخرين جميعا. فهمت بفتح فمها لتقول شيئا، أي شيء للتغطية عليه - فقد أدركت أن كارثة ما على وشك الحدوث - ولكن في تلك اللحظة جاء رجل طويل القامة ذو شعر مجعد وطلة بشوشة يقطع طريقه عبر الردهة، فاصلا بين العاشقين ذوي العاطفة المشبوبة دون سابق إنذار، ورافعا يده لجذب انتباه الحضور.
صفحة غير معروفة