كان لقاء حقيقيا بالتأكيد، وإلا ما كانوا ليذكروا تلك الكلمات، فلن يخاطروا بذكرها. لكنها عندما تصدر من رجل عجوز، فإنها توحي بالطابع المحلي. وأي شيء يصدر عن شخص بلغ من العمر مائة عام يبدو مبهجا ولا ضرر منه.
كانت الحوادث تقع دوما آنذاك؛ في الطواحين، ومسابك المعادن. لم تكن هناك احتياطات للسلامة. «لم تكن هناك الكثير من الإضرابات آنذاك، أليس كذلك؟ ولم تكن هناك أيضا الكثير من النقابات العمالية؟»
يستسهل الجميع الأمور هذه الأيام، أما نحن، فكنا نعمل ونسعد بما نحصل عليه. هذا ما كنا نفعله. «لم يكن لديكم تليفزيون.»
لم يكن لدينا تليفزيون. ولم يكن لدينا مذياع. ولم تكن لدينا عروض مصورة. «لقد أعددتم وسائل الترفيه الخاصة بكم.»
نعم، هكذا جرت الأمور. «لقد تمتعتم بخبرات لن يحصل عليها شباب اليوم أبدا.»
نعم، خبرات. «هل يمكنك ذكر أي منها لنا؟»
لقد أكلت لحم خنزير الأرض ذات مرة. كان ذلك في الشتاء. لا أعتقد أنه بإمكانك تناوله.
توقف الحديث لوهلة للتقدير على ما يبدو، ثم أعلن صوت المذيع أن ما سبق كان لقاء مع السيد ويلفريد نيتلتون من هانراتي بأونتاريو، أجري معه في عيد ميلاده الثاني بعد المائة، وذلك قبل وفاته بأسبوعين الربيع الماضي. لقد كان حلقة وصل حية بماضينا. وعقد ذلك اللقاء في دار «واواناش كنتري هوم» للمسنين.
هات نيتلتون.
الخبير بشئون الخيل يتجاوز عمره المائة عام. تلتقط له الصور يوم عيد ميلاده، وتلتف حوله الممرضات، وتنهال عليه القبلات بلا شك من إحدى الفتيات الصحفيات، وفلاش الكاميرات يومض حوله، ومسجل الشرائط يسجل صوته. أقدم سكان المدينة؛ أقدم خبير بشئون الخيل؛ حلقة الوصل الحية بماضينا.
صفحة غير معروفة