حسنا، سيدي.
لقد كان المكان مختلفا تماما في أيامنا عن الوقت الحاضر. اختلف بالتأكيد.
فكانت وسيلة المواصلات آنذاك هي الخيول؛ الخيول والعربات التي تجرها الخيول. وكانت هذه العربات تتسابق في الشارع الرئيسي جيئة وذهابا في ليالي السبت.
فقال المذيع، أو المحاور، بصوت مشجع وهادئ: «مثل سباقات عجلات الخيول القديمة.»
لم أر هذه العجلات من قبل. «لا، يا سيدي. أقصد سباقات عجلات الخيول الرومانية قديما. كان ذلك في قديم الزمان.»
لا بد وأن هذا حدث قبل مولدي بوقت طويل. أنا أبلغ من العمر مائة عام وعامين. «هذا عمر رائع، يا سيدي.»
إنه كذلك، بالفعل.
تركت روز المذياع مفتوحا، بينما تجولت في مطبخ الشقة لتعد لنفسها كوبا من القهوة. بدا الأمر لروز وكأنه لقاء مسرحي؛ أي مشهد من مسرحية ما، وأرادت أن تعرف ما هي. كان صوت الرجل العجوز يوحي بالغطرسة والمشاكسة، في حين بدا المحاور بائسا ومتخوفا للغاية، بالرغم مما بدا ظاهريا عليه من دماثة وهدوء. فكان للمستمع أن يتصور بالتأكيد حمل ذلك المحاور الميكروفون أمام معمر متفاخر أهوج عديم الأسنان، متسائلا عما يفعله في ذلك المكان، وما من المفترض أن يقوله بعد ذلك. «لا بد أنها كانت خطيرة للغاية.» «ماذا تقصد؟» «سباقات العربات التي تجرها الخيول.»
لقد كانت كذلك بالفعل؛ فكانت الخيول المستخدمة في هذه السباقات من الخيول الهاربة، وتقع العديد من الحوادث. وكان البعض يتجرجرون على الحصى وتلحق الجروح بوجوههم، وما كان الأمر يهم كثيرا إذا ما توفوا.
بعض الخيول كانت تستطيع القفز لأعلى، في حين تطلب البعض وضع الخردل تحت ذيولها. وبعضها ما كان ليتحرك على الإطلاق. هكذا الحال مع الخيول، بعضها يعمل بكد إلى أن يسقط ميتا من الإعياء، والبعض الآخر لا يقوى حتى على التزاوج.
صفحة غير معروفة