قال: كلا، لا أسمع شيئا.
قال: أما أنا فقد سمعت وقع خطوات. - إن الوحوش تكثر في هذه الغابة. - ولكن خيل لي أني سمعت خطوات إنسان. - بل إنك واهم. - قد أكون متوهما ولكن الحذر محمود، فهل لديك سلاح؟ - لقد وضعت في المركبة مسدسا وسأضعه إلى جانبي كي أزيل مخاوفك.
وعاد بوفور إلى حديثه الأول، فقص عليه حكايته بتمامها منذ عرف مرسلين في سويسرا إلى أن اعترفت له بكل ماضيها، فلما فرغ من حديثه قال له: كيف رأيت؟
قال: إن هذه المنكودة تستحق صفحك، وإن حكايتها لم تزدني إلا احتراما لها، أما أنت ...
وهنا قطع بوفور عليه الحديث وقال: والآن أما سمعت ...؟
قال: لقد قلت لك إن الأرانب تكثر في هذه الغابة. - وأنا أقول لك إني أسمع خطوات رجل يتبعنا، وإنه على قيد بضعة أذرع منا. - اطمئن أيها الصديق فإن مسدسي معي وأنا لا أخطئ المرمى.
وفي تلك اللحظة ومض برق من الأدغال وتلاه صوت طلق ناري، فأجاب فولون بمثله، فدوى طلق ثالث من الأدغال.
وحدث كل ذلك بثانية، فصاح فولون بصوت مختنق قائلا: ويح للأشقياء.
قال: ألعلك أصبت؟
فلم يجبه وجعل يقول بصوت متقطع: إلي ... إلي.
صفحة غير معروفة