وقد سار الجميع عائدين إلى المنزل، ومودست لا تزال مضطربة الحواس لا تذكر ما فعلت، وجيرار يحملها بين يديه وهو ينظر إلى أمه ويقول: أرأيت يا أمي كيف صح تكهني؟
ألم أنبئك بتوقع مثل هذا المصاب، فلماذا لم تسهري عليها؟
أما مرسلين فكانت تطرق برأسها فلا تجيب، وقد غلبت الآن على أمرها وامتناع اعترافها؛ لأن خوفها من كتمان سرها كاد يقتل بنتها، فعولت على الإباحة به، ولكن ما أشد ما كانت تعانيه.
ودخلوا إلى البيت فأخذ جيرار يعالج أخته، فلما عاد إليها صوابها رأت أخاها بجانبها يبتسم ورأت أمها واقفة تبكي وتكلمها بأعذب أقوال الأمهات، فقالت لها مودست: أسألك العفو يا أماه.
قالت: بل أنا التي أسألك أن تعفي، فأنا المخطئة وأنا التي أسأت إليك. أما الآن فكفاك تبكين فإنك تحبين روبير وستكونين امرأته.
ثم عانقتها عناقا مؤثرا، وتنهدت تنهدا طويلا كأن قلبها كان يحدثها بأن أيام عذابها لم تنته بعد.
ولكنها لم تكن تخاف على نفسها هذه المرة، بل على ولديها، وقد انقبض صدرها كما تنقبض الصدور حين توقع المصيبة.
القسم الثالث
الاعتراف
بعد هذه الحادثة ببضعة أيام كان بوفور وداغير عند النوتير؛ فإن بوفور كان يدير بيع معمله الجديد وتصفيته لما لقيه من الخسارة فيه.
صفحة غير معروفة