مستدرك سفينة البحار للعلامة البحاثة الحاج الشيخ علي النمازي الشاهرودي قدس سره المتوفى 1405، ه. ق الجزء الأول بتحقيق وتصحيح نجد المؤلف الحاج الشيخ حسن بن علي النمازي مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
صفحة ١
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد يا ذا المنن السابغة والآلاء الوازعة، صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها.
وبعد، لقد بذلت الفرقة المتمسكة بحبل آل الرسول منذ صدر الإسلام عناية فائقة في حفظ آثار النبي الأكرم وأهل بيته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين مما ورد عنهم في المعارف الإلهية ومناسك العبودية والأحكام المتقنة الحافظة لنظامهم والضامنة لسعاداتهم.
فشمرت طائفة منهم ذيول الجد وبذلوا الجهد وعمدوا إلى تدوين جوامع حديثية وموسوعات روائية، كان من أجمعها ما ألفه فخر الشيعة وحافظ الشريعة غواص بحار الحقائق ومحيي مذهب الإمام الصادق ذو الفيض القدسي العلامة المجلسي - أعلى الله مقامه - وسماه ب " بحار الأنوار " الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار في أكثر من مائة مجلد بالطبع الحديث.
ومن أجل تيسير الانتفاع بهذه الموسوعة ألف المحدث الخبير والمتتبع البصير الحاج الشيخ عباس القمي (قدس سره) فهرسا جامعا لها سماه " سفينة البحار " مبتكرا لأسلوب جديد في عرض محتويات البحار.
وقد اقتفى أثره مؤلفنا الحجة الحاج الشيخ علي النمازي الشاهرودي (قدس سره) فدون كتابه الماثل بين يديك " مستدرك سفينة البحار " تدارك فيها ما فات عن الشيخ القمي، وتوسع في عرض موضوعاتها ومطالبها بحيث وصل هذا الأثر الخالد إلى عشرة مجلدات، طبعت الخمسة الأولى منها في حياة المؤلف (رحمه الله) وبإشراف منه على طبعها، ثم طبعت مرة ثانية بتمام مجلداتها برعاية نجله الفاضل الحاج الشيخ حسن النمازي - دام ظله -.
صفحة ٣
وهذه هي الطبعة الثالثة من هذا السفر القيم، وفقنا الله سبحانه لطبعه ونشره بتعاون من خلفه الصالح، حيث أجازنا بتجديد طبعه وساعدنا على تدقيقه وتصحيحه وتطبيقه على البحار بطبعتيه القديمة والجديدة، فجزاه الله عن والده الجليل أوفى الجزاء.
وقد تميزت هذه الطبعة عن الطبعة السابقة بجعل التخريجات في الهوامش بعد أن كانت في المتن، وامتازت أيضا بجودة الطبع والتخريج الفني بما لا يخفى على القارئ العزيز.
كما اعتمدت هذه الطبعة في تخريجاته على طبعة " بحار الأنوار " في إيران المحروسة التي خصصت الفهارس فيها في المجلد الرابع والخمسين والخامس والخمسين والسادس والخمسين، لشيوعها وتداولها، بينما خصصت الفهارس في طبعة بيروت في الأجزاء الأخيرة.
ولتعميم الفائدة نذكر أمثلة ليسهل الرجوع لمن كان بين يديه طبعة بيروت:
باب حدوث العالم وبدء خلقه في طبعة إيران: ج 57 / 2، وفي طبعة بيروت:
ج 54 / 2.
باب حدوث العوالم في طبعة إيران: ج 57 / 316، وفي طبعة بيروت: ج 54 / 316.
باب العرش والكرسي في طبعة إيران: ج 58 / 1، وفي طبعة بيروت: ج 55 / 1.
باب الشمس والقمر في طبعة إيران: ج 58 / 13، وفي طبعة بيروت: ج 55 / 113.
باب ما تحرم بسبب الطلاق والعدة في طبعة إيران: ج 104 / 1، وفي طبعة بيروت: ج 101 / 1.
باب علل المواريث في طبعة إيران: ج 104 / 326، وفي طبعة بيروت:
ج 101 / 326، و.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ب " قم المشرفة "
صفحة ٤
ترجمة المؤلف.
بسم الله الرحمن الرحيم * (مولده) * ولد (رحمه الله) بمدينة " شاهرود " سنة 1294 ه. ش، وقد ذكر في كتابه " مستدركات علم رجال الحديث ": كان مولدي في 17 شهر رجب الأصب سنة 1333 ه. ق، كما وجدت بخط والدي (رضي الله عنه).
وقد قيل في حساب أحرف تاريخ ولادته:
" هو الجامع كتاب المستدرك " (11) (144) (423) (755): جمع الكل: 1333 " سلام على علي في الآخرين " (131) (110) (110) (90) (892): جمع الكل: 1333 * (والده) * هو العالم الرباني، الفقيه الصمداني، مثال الزهد والورع، المشتهر عند الآيات العظام بسلمان زمانه، الشيخ محمد بن إسماعيل بن محمد خان بن هاشم بن حاتم النمازي السعد آبادي الشاهرودي. وقد قال المؤلف عن أبيه في كتابيه " تاريخ فلسفه وتصوف ص 117 " و " مستدركات علم رجال الحديث ": كان عالما عاملا، كاملا بصيرا، فاضلا خبيرا، فقيها مفسرا فهاما، وحافظا للأخبار وضابطا للآثار، معتدل السليقة حسن الطريقة، عالي الهمة، عدلا ثبتا، زاهدا متقيا، مخالفا لهواه
صفحة ٥
مطيعا لأمر مولاه، حافظا لدينه، صائنا لنفسه، دقيقا في التشرعيات، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، مروجا للأحكام الشرعية، ومبلغا للشريعة الأحمدية (صلى الله عليه وآله) باذلا قوته وقدرته في ذلك أزيد من سبعين سنة.
وكان مجتهدا في الأحكام الشرعية مجازا في ذلك عن غير واحد من العلماء الكرام والفقهاء العظام زاد الله في علو درجاتهم، وألحقنا الله بهم، مع محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. منهم: السيد السند والحبر المعتمد، الأعلم في زمانه السيد أبو الحسن الأصفهاني، والسيد الجليل والعالم النبيل، السيد محمد الفيروزآبادي.
وبالجملة كان والدي صارفا أوقاته في الليل والنهار بالتدريس، والتعليم للخواص والعوام، فلم يبرز من قلمه إلا حواشي على البحار ونهج البلاغة وغيرهما وقال لي يوما: " إني كنت في ليلة بين النوم واليقظة، فسمعت أذكار الأشجار والأحجار ".
وقال لي أيضا: " رأيت في ليلة أن صاحب الزمان (عليه السلام) قد ظهر وله خيمة بين الأرض والسماء تسير طرف القبلة، وكنت مع جماعة تذهب لنصرته ".
وقال أيضا: " كنت مع جماعة في سفر بيت الله الحرام، فلما سرنا إلى المدينة وقربنا منها، جاءنا الفساق والسراق فمنعونا من زيارة النبي والأئمة صلوات الله عليهم فاشتد بنا الحزن، وبكينا وزرنا من بعيد وانصرفنا، فرأى بعض الثقات وهو محمد بن حسن البسطامي في المنام أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) جاءا إلى شاهرود لتشرفي بزيارتهما، وكان تأريخ الرؤيا بعد وقوع المنع بقليل ".
ويستظهر من ذلك قبولهما صلوات الله عليهما زيارته.
وكان والدي قد يسافر من شاهرود إلى مشهد الرضا المقدسة ماشيا مرات كثيرة - لعله كان أزيد من أربعين مرة - وتشرف بزيارة بيت الله الحرام والأعتاب المقدسة مرات عديدة، وقد توفي في وقت السحر في ليلة 20 من شهر رمضان سنة 1384 ه. ق وقلت في تاريخ وفاته:
صفحة ٦
رفت بجاى بقاء حجت اسلام ما - 1384.
وقلت أيضا: هو داخل في الرحمة - 1384.
* (نشأته العلمية) * تتلمذ (رحمه الله) مقدمات العلوم وسطوح الأصول والفقه بالإضافة إلى مطالعاته في الحديث والتفسير والرياضيات والتاريخ وغيره في مسقط رأسه على أعلامه سيما والده العلامة، كما قال في " تاريخ فلسفه وتصوف ص 116 ": " كان والدي وأستاذي في العربية واللغة والأصول والفقه والحديث والتفسير ومؤدبي ".
وقد عرف عن المؤلف العلامة نبوغه المبكر، واستعداده الفذ، فقد استطاع أن يكمل دراسته في الفقه والأصول بدرجة ملفتة للنظر، ثم سافر إلى مشهد المقدسة مكملا ما فاته من فضل وعلم علمائها، فأوجد بجهاده وسعيه المتواصل نقطة عطف في الفكر الإسلامي النقي، وأثبت بالأدلة المتقنة والبراهين الجلية أن الوصول إلى معارف الإسلام الحقة، واجتناب أي تشويش وانحراف، لا يكون إلا عن طريق علوم أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم أجمعين.
لقد طوى والدنا العلامة آية الله النمازي - لما كان له من قابلية واستعداد خاص - المدارج العالية للفقه والأصول الواحد تلو الآخر، في أقصر مدة، وحصل على درجة الاجتهاد، حتى شرع بكتابة فقهه الإستدلالي وهو في عامه الثاني والعشرين.
لقد كانت رغبته الشديدة في التعرف على أفكار العلماء والمحققين في الحوزة العلمية الكبرى في النجف الأشرف سببا لسفره إليها، والإقامة مدة من عمره في جوار مولاه علي (عليه السلام)، وتعرف في تلك الفترة على الآراء الفقهية والمباني الأصولية لكبار علماء ذلك الوقت.
أما رغبته غير المحدودة في أداء رسالته التبليغية، وتدريس وهداية الناس، فقد أوجبت عودته إلى وطنه إيران والإقامة في مشهد، ولم يغفل لحظة واحدة منذ ذلك الوقت وحتى ساعة ارتحاله إلى عالم الملكوت والقرب الإلهي عن أداء
صفحة ٧
وظائفه العلمية والتعليمية والتربوية.
ووصل في علم الرياضيات والهندسة إلى درجات عالية، وكان تفوقه ومعرفته في المسائل الرياضية ظاهرا عند مباحثته ومناقشته لها مع أساتذتها المتخصصين.
وأيضا كان له تبحرا خاصا في التاريخ، وإضافة إلى تلك العلوم كان له معرفة ببعض الفنون الدقيقة كالخط، فكان يحرر كتبه وتأليفاته بخطه الجميل.
ووفق لحفظه القرآن منذ أوائل بلوغه، وكان إذا سئل عن أي آية يستطيع أن يحدد في أي سورة هي من السور القرآنية، ومكانها التقريبي في السورة.
وكان له معرفة واسعة في اللغات الحسية، فبالإضافة إلى تبحره وتمكنه الواسع في اللغة العربية فقد كان عارفا باللغة الفرنسية أيضا.
وكان (رحمه الله) عالما بالطب والأدوية النباتية، وملما بالعلوم الغريبة، وكانت له يد طولى ومهارة تامة في البحث والمناظرة بفضل أهل بيت العصمة والطهارة، وكانت له إحاطة واسعة بآراء الفرق الإسلامية الأخرى المختلفة إضافة لتعمقه في مدرسة أوليائه أمير المؤمنين والإمام الصادق (عليهما السلام)، فقامت له مناظرات واحتجاجات مع تلك الفرق مستندا إلى الكتب المعتبرة، فأذعنوا له ووقفوا أمامه.
وكان لبحوثه المطولة والمستمرة عبر سنوات طويلة مع الإخوة من أهل السنة وخصوصا في الحجاز آثارا مفيدة جدا وقيمة، ومن ثمار تلك المباحثات بالحكمة والموعظة الحسنة أن اهتدى جمع كثير من مسلمي الباكستان والهند وغيرهما إلى الحق.
لقد كان نشاطه فيما يتعلق بالأحاديث والرجال يتركز بشكل أساس على كتاب بحار الأنوار، وقد قال عن ذلك: لقد قرأت كتاب بحار الأنوار ثلاثة مرات كاملة وبدقة من أجل متون أحاديثه، ومرتين لأجل رجال حديثه.
لقد كانت ثمرة هذه المطالعة الواسعة والدقيقة والمرهقة - إضافة إلى تتبعه الكامل لدورة " الغدير " و " إحقاق الحق " وكتبا خاصة وعامة أخرى - تأليف و تدوين دورتي " مستدرك سفينة البحار " في عشرة مجلدات و " مستدركات علم
صفحة ٨
رجال الحديث " في ثمانية مجلدات.
لقد كان يعتبر - بحق - من أعجوبات التاريخ الإسلامي في معرفة الحديث والرجال، وكما قال عنه الفقيه الراحل آية الله العظمى النجفي المرعشي: أنه " مجلسي زمانه ".
* (أستاذه في مشهد) * لقد كتب الوالد المعظم عن أستاذه في مدينة مشهد، فقيه أهل البيت آية الله العظمى الميرزا مهدي الأصفهاني في كتابه مستدرك سفينة البحار ج 10 / 501 لغة " هدى " ما نصه:
هو العالم العامل الكامل بالعلوم الإلهية، والمؤيد بالتأييدات الصمدانية، الورع التقي النقي، المهذب بالأخلاق الكريمة، والمتصف بالصفات الجليلة مولانا واستاذنا الآقا ميرزا مهدي الأصفهاني الخراساني المسكن والمدفن في دار الضيافة الرضوية على ساكنها آلاف الثناء والتحية، جمع الله تعالى بيننا في جوار أوليائه محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم.
ولد (رحمه الله) في سنة 1303 في أصفهان وتلمذ عند أبيه حجة الإسلام الحاج شيخ إسماعيل وعند علماء أصفهان من الفقهاء الكرام حتى بلغ مرتبة كاملة جليلة في الفقه والأصول، فخرج منه عازما إلى التشرف بجوار مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف. فلما تشرف حضر درس الفقيه العلامة السيد محمد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى والعلامة الآخوند ملا كاظم الخراساني صاحب الكفاية في الأصول، ثم حضر محضر العلامة المحقق الشيخ محمد حسين النائيني.
قال مولانا الأستاذ: أفاض لي العلامة النائيني مهمات الفقه والأصول واستفدت منه مدة منفردا وأول من لحق بنا العلامة السيد جمال الگلپايگاني، ثم بعد مدة لحق بنا واحد بعد واحد حتى صرنا سبعة أفراد من الأوتاد. وتم لنا دورة الفقه والأصول في سبع نفرات وكنا في محضره الشريف إلى أربع عشرة سنة.
وحين بلغ إلى خمس وثلاثين سنة سنه الشريف نال أعلى مراتب الاجتهاد
صفحة ٩
وأجازه العلامة النائيني وغيره أحسن الإجازات.
ومما عبر به في إجازته المفصلة التي كتبها النائيني بخطه الشريف في شوال 1338 هجري المزينة بخطوط جمع من الأعاظم المراجع الكرام وتكون عندي.
قال: " العالم العامل والتقي الفاضل العلم العلام والمهذب الهمام ذو القريحة القويمة والسليقة المستقيمة والنظر الصائب والفكر الثاقب عماد العلماء وصفوة الفقهاء الورع التقي والعدل الزكي جناب الآقا ميرزا مهدي الأصفهاني أدام الله تعالى تأييده وبلغه الأماني - إلى أن قال: - وحصل له قوة الاستنباط وبلغ رتبة الاجتهاد وجاز له العمل بما يستنبطه من الأحكام " - الخ.
وكان مشتغلا بتعلم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلى مراتبها قال: لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق ولم تسكن نفسي بدرك الدقائق فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان فذهبت إلى أستاذ العرفاء والسالكين السيد أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلت معرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمي مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفس وتخليتها من البدن، ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه الحقائق والدقائق التي سموها بذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه.
ووجدت كلتا الطائفتين كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فطويت عنهما كشحا، وتوجهت وتوسلت مجدا مكدا إلى مسجد السهلة في غير أوانه باكيا متضرعا متخشعا إلى صاحب العصر والزمان (عليه السلام)، فبان لي الحق وظهر لي أمر الله ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، ووقع نظري في ورقة مكتوبة بخط جلي: طلب المعارف من غيرنا أو طلب الهداية من غيرنا (الشك مني) مساوق لإنكارنا، وعلى ظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة ابن الحسن.
قال: فتبرأت من الفلسفة والعرفان وألقيت ما كتبت منهما في الشط ووجهت
صفحة ١٠
وجهي بكله إلى الكتاب الكريم وآثار العترة الطاهرة فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز وأخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهم الله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه، ورغب وأكد الرسول (صلى الله عليه وآله) بالتمسك بهما، وضمن الهداية للمتمسك بهما، فاخترت الفحص عن أخبار أئمة الهدى والبحث عن آثار سادات الورى، فأعطيت النظر فيها حقه وأوفيت التدبر فيها حظه، فلعمري وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية من ظلمات الجهالات، ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح على مسالكها مرفوعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علم وثمار كل حكمة إلهية الموحاة إلى النواميس الإلهية فلم أعثر على حكمة إلا وفيها صفوها، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ثم خرج الأستاذ الأعظم من العراق عازما إلى إيران فاختار مجاورة الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وشرع في التعليم والتدريس مطالب الفقه والأصول ومعارف القرآن في مدة قريبة من ثلاثين سنة وقوم الأفاضل والأكارم بأحسن تقويم وأفاض مطالب الأصول في ثلاث دورات: الأول بنحو المفصل والمبسوط على المرسوم. والثاني في إثبات ما يختاره في ذلك بالأدلة التامة.
والثالث مهمات مباحث الأصول التي يتوقف عليها الاستنباط.
وكذلك أجاد فيما أفاد من الفقه ومعارف القرآن وكان ساعيا مجدا في نشر العلوم والمعارف بحيث لم يكن له تعطيل في تمام السنة إلا أياما قليلة قليلة لا تبلغ عشرة أيام كل وقت على حسب ما يقتضيه ويرتضيه.
فاستفاد من محضره الشريف الأفاضل والأماثل حتى بلغ أكثرهم رتبة الاجتهاد في الفقه والأصول والمعارف الإلهية فبلغوا من ذلك أعلاها ووصلوا إلى أسناها.
والحمد لله الذي وفقني للتشرف بشرف محضره الشريف والاستفادة من
صفحة ١١
مقامه الكريم مدة تقرب من خمس عشرة سنة. والحمد لله رب العالمين كما هو أهله ولا إله غيره. وانتقل من هذه الدنيا الدنية إلى دار الكرامة والرحمة في صباح يوم الخميس التاسع عشر من ذي الحجة الحرام في سنة 1365.
ولقد ذكرت بعض كلماته الشريفة في البداء لغة " بدأ " ونفي الجبر في " جبر " و. وله طاب ثراه مؤلفات ومصنفات في الفقه والأصول والمعارف وأصول الأصول كلها مخطوطة.
قال العلم العلام حجة الإسلام الحاج شيخ محمود الحلبي الخراساني من أفاضل تلامذته في تاريخ فوته:
يوم الخميس تلو عيد الغدير * نال إلى لقاء حي قدير قلت لعام فقد هادينا * غاب من الأعين مهدينا (1365 ه) * (مكارم أخلاقه) * كان أعلى الله مقامه ملتزما بالوظائف الشرعية على الدوام ومحافظا على النوافل اليومية ولا يترك الإقامة قبل الصلاة والغسل يوم الجمعة. وكان مثالا رائدا في الزهد والتقوى والورع. وبلغ في التواضع ما بلغ. وكان بشره في وجهه وحزنه في قلبه، يعطف على الكبير ويحنو على الصغير. كان واعظا متعظا ويلقي على سامعيه الأحاديث المنقولة عن العترة الطاهرة. هذا بالإضافة إلى أنه كان شديد الإخلاص لأهل بيت الرسول (عليهم السلام) كثير التوسل بهم في كل أحواله وأموره. وعند قراءة ما ورد عليهم من الآلام والفجائع على أيدي أعدائهم وغاصبي حقوقهم، تنحدر دموعه على شيبته، بل عند ذكر أسمائهم الشريفة سيما الإمام الصادق (عليه السلام)، وحينئذ يقول: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و..
* (آثاره العلمية المطبوعة) * 1 - مستدرك سفينة البحار (الذي بين يديك) نظم هذا الكتاب في عشرة أجزاء. ولقد استطاع المؤلف أن يقدم هذا الأثر القيم إلى عالم التشيع، وعلى الأخص الحوزات العلمية، بعد ثلاثين عاما من العمل
صفحة ١٢
الدؤوب رغم أشغاله الأخرى الكثيرة، وعلينا شكر هذه النعمة العظيمة، بالاستفادة الصحيحة والعمل بما يحويه كتابه الجليل. هذا، وإن شئت التفصيل فراجع المقدمة التي قدمها المؤلف.
2 - مستدركات علم رجال الحديث. نظم هذا الكتاب في ثمانية أجزاء وقد ذكر المؤلف فيه أسامي آلاف من رواة أحاديث الشيعة ورجال المشايخ العظام في الكتب الأربعة المشهورة وغيرها لم يذكرهم علماء الرجال رضوان الله تعالى عليهم أجمعين حتى العلامة المامقاني في كتابه " تنقيح المقال " مع دعواه جامعيته وإغنائه عن الكتب الرجالية التي نالتها يديه. وكذلك العلامة الأردبيلي في " جامع الرواة ".
ولا يترك القول أن العلامة المامقاني ذكر رجاله من (30) كتابا رجاليا، إلا أن العلامة المرحوم استخرج إضافاته من كتب المشائخ العظام ومصادر بحار الأنوار، ولم يذكر فيها أحدا من غير الثقات المشهورين ممن ذكروه، إلا من كان له مزيد من البيان في حقه من رفع الجهالة أو الضعف عنه أو جعله ممن روى عنهم بعد أن جعلوه ممن لم يرو عنهم، أو دركه وصحبته لإمام أزيد مما تعرضوا له كل ذلك مع تعيين المدرك والدليل.
فمثلا ذكروا في باب جعفر (169) شخصا، في حين ذكر المرحوم (414) شخصا، منهم (242) لم يذكروهم، ويشبه هذا ما في " حسن " و " حسين " و " حصين " و " الحكم " و " حكيم " و " حماد " و. (1).
إن كتاب " مستدركات علم رجال الحديث " في الحقيقة مستدرك لجميع الكتب الرجالية المؤلفة قبل المرحوم أو في عصره، وأشهرها في هذا الزمان رجال المرحوم المامقاني، ورجال آية الله العظمى الخوئي (قدس سره).
واستقصى فيه ما في مائة كتاب رجالي. وهو آخر أثر كان للمرحوم تحقيق
صفحة ١٣
وتدقيق فيه، وكان يعطيه أهمية خاصة وعلى الأخص ما فيه من تحقيقات رجالية جديدة.
الف - حكيم بن جبلة العبدي:
وهو اسم أحد الرواة في كتب الشيعة، لقبه أغلب الرجاليين بعنوان الرجل الصالح، وهو لقب ورد في كتب السير، كما ذكره المحدث النوري في مستدرك الوسائل (ج 3 / 795) نقلا عن " الدرجات الرفيعة " وأورد فيه أدلة وقرائن على صحة هذا القول.
اما الرجالي العظيم الشأن أي المرحوم آية الله النمازي قد ذكر في الجزء الثالث من مستدرك السفينة الطبعة الأولى (ص 52) قائلا:
حكيم بن جبلة العبدي: من أصحاب الرسول وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما. هو الرجل الصالح بشهادة أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في البحار (1).
حارب طلحة والزبير قبل قدوم أمير المؤمنين بالبصرة وقتلاه، واعترضا على أمير المؤمنين بقولهما: استبددت برأيك عنا ورفضتنا رفض التريكة وملكت أمرك الأشتر وحكيم بن جبلة وغيرهما من الأعراب - إلى آخره (2).
يستفاد من ذلك قوة إيمانه وكماله وأنه من رؤساء الشيعة، ولا نحتاج إلى إثبات صلاحه إلى الاستشهاد بقول ابن الأثير وغيره.
ويدل على مدحه ما في الغدير (3) وثناء أمير المؤمنين (عليه السلام) عليه بقوله: دعا حكيم دعوة سميعة * نال بها المنزلة الرفيعة - إلى آخره. وتمامه في الغدير (4).
ب - يونس بن ظبيان:
عده العلامة الحلي من الضعفاء وأورد قول النجاشي في تضعيفه (5)، ولكن
صفحة ١٤
المرحوم أورد روايات مادحة له في المستدرك (1) تدل على وثاقته وجلالة قدره، وأجاب على الروايات الموهمة خلاف ذلك، وهذا ما فعله أيضا المرحوم النوري في المستدرك (2).
3 - الإحتجاج بالتاج على أصحاب اللجاج (الهادي) لقد اخذ هذا الكتاب من كتاب " التاج " الجامع لأصول العامة (الصحاح الستة) وهو من تأليف أحد علماء مصر المعروفين، وعليه تقريظات لسبعة علماء آخرين من علماء مصر، فاستخرج منه الأخبار الدالة على أحقية مذهب التشيع فاحتج بها عليهم.
4 - الأعلام الهادية في اعتبار الكتب الأربعة يشرح المرحوم في هذا الكتاب وبالتفصيل اعتبار وصحة كتب الشيعة الأربعة التي كانت ولا زالت مدار أحكام الشريعة المقدسة والمعارف الإلهية الحقة لدى جميع العلماء والفقهاء والمجتهدين في زمان الغيبة الكبرى وأشار ضمن ذلك إلى كلمات كبار العلماء في هذه المسألة، وإليك بعضا مما جاء فيه:
فيه تحقيق كامل حول كلام ركن علم الفقه والفقاهة الشهيد الثاني في أن الكتب الأربعة قد اخذت من الأصول الأربعمائة لثقات أجلاء أصحاب الأئمة (عليهم السلام)، وأفضلها وأجمعها وأشرفها كتاب الكافي، وقد قال الشيخ الصدوق في أول كتابه " من لا يحضره الفقيه " أن هذه الأصول أصول معروفة ومشهورة ومعتبرة ومعتمدة في عامة الحديث والفقه.
وأخذ الشيخ الكليني والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي أحاديث كتبهم (الكتب الأربعة) من تلك الأصول، أما الاختلاف بينهم في أخذهم للأحاديث من تلك الأصول أن الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي لأجل الاختصار والفرار من التكرار ذكرا في بداية الحديث اسم صاحب الأصل الذي ينقلان عنه ثم أوردا في آخر الكتاب طرقهما إلى ذلك الأصل بذكر شيوخ إجازة الرواية له كما صرحا
صفحة ١٥
بذلك في أول " من لا يحضره الفقيه " وآخر " التهذيب " و " الإستبصار ".
وهذا على خلاف الشيخ الكليني في " الكافي " فهو يكرر في أول كل حديث يأخذه من تلك الأصول أسماء شيوخ الإجازة في نقله لها، فلو كان الأصل حاويا على مائتي حديث مثلا فإنه يكرر شيوخ إجازته في نقل تلك الأحاديث مع كل حديث، فيتكرر السند بذلك مائتي مرة، وأحيانا يعمل كعمل الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي في عدم تكرار الطريق والاكتفاء بذكر اسم صاحب الأصل.
وعلى سبيل المثال فإن الشيخ الكليني روى نقلا عن أصل كتاب الحج لمعاوية بن عمار أحاديث كثيرة في كتاب الحج من موسوعته " الكافي " بما يتجاوز المائة وستين حديث وفي كل منها ذكر طريقه إليه وقد ذكر في أحدها ثلاث طرق لديه، وفي بقية الموارد كرر ذكر طريقين له إليها، واكتفى أحيانا بذكر طريق واحد وأحيانا أخرى نقل من الأصل بدون ذكر طريقه إليه.
أما الشيخ الصدوق في " من لا يحضره الفقيه " والشيخ الطوسي في " التهذيب " و " الإستبصار " فقد نقلا ضمن كتاب الحج أحاديث كثيرة من أصل كتاب الحج لمعاوية بن عمار، ثم ذكرا في آخر كتابيهما طريقهما إليه.
ذكر هذا الموضوع المرحوم العلامة النمازي في كتابه مناسك الحج، وذكر فيه اسم ستين أصل على سبيل المثال.
إذن إن لم نقل أن جميع أسانيد " الكافي " هي عبارة عن شيوخ الإجازة لرواية كتب الآخرين، فإن أكثرها كذلك، كما بينه المرحوم في هذا الكتاب، ودفع الشبهات الموهمة لخلاف ذلك.
أما الشيخ الطوسي فقد ذكر في أوائل " التهذيب " و " الإستبصار " شيوخ إجازته لرواية الحديث في أول السند ، كما فعل الشيخ الكليني، كذكره شيوخه في الإجازة في نقل أحاديث الكافي في أول سنده، وصرح في آخر الكتاب أنه روى أحاديث كثيرة من كتاب الحسين بن سعيد الأهوازي وكتاب الحسن بن محبوب وكتاب نوادر أحمد بن محمد بن عيسى التي وصلت إليه في أواخر كتاب
صفحة ١٦
التهذيب والاستبصار بدون ذكر طريقه إليها.
ونقل في كتاب " العدة " الإجماع على صحة الكتب الأربعة، ومجد في كتابه " الفهرست " الشيخ الكليني كثيرا وقال: إن كتاب الكافي هو أصح الكتب الأربعة.
وكتب آية الله العظمى الخوئي في (1) أنه سمع من أستاذه العلامة النائيني أنه قال: إن الخدش والمناقشة في أسانيد الكافي شغل العاجز.
وذكر آية الله العظمى البروجردي في كتاب جامع الأحاديث ما ملخصه: أن عدد الكتب التي جمعت أحاديث الشيعة في زمان الإمام الثامن (عليه السلام) وصل إلى الأربعمائة، ثم قام جمع من فضلاء أصحاب الطبقة السادسة من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) في جمع هذه الأحاديث الشريفة المتفرقة في تلك الكتب ثم جمع تلامذتهم الأجلاء من أمثال علي بن مهزيار الأهوازي، والحسين بن سعيد الأهوازي تلك الأحاديث في كتابين فكانا مرجعا لعلماء الشيعة حتى قام ثقة الإسلام الكليني في تأليف كتابه " الكافي " في مدة عشرين عاما. والشيخ الصدوق في كتابه " من لا يحضره الفقيه "، والشيخ الطوسي في كتابيه " التهذيب " و " الإستبصار ".
وبهذا قد جمعت هذه الكتب الأربعة الجوامع الحديثية الأولية والثانوية وبأحسن وجه فكانت مرجعا لعلماء الشيعة في تلك الأعصار والأمصار، ولأن جميع أحاديث تلك الأصول اجتمعت في هذه الكتب الأربعة، قلت المراجعة لتلك الأصول تدريجيا حتى تركت.
هذا وقد أورد المرحوم فيه كلمات وأقوال بقية العلماء الكبار حول هذا الموضوع مع ما قاله العلامة المجلسي الأول في كتابه " روضة المتقين ".
5 - أبواب رحمت وهو أفضل كتاب في بيان أصول الدين الخمسة، مع تسعة مواضيع مهمة في
صفحة ١٧
الأخلاق، فهو يشتمل على: معرفة الله، ومعرفة النبي، ومعرفة الإمام، والوصول إلى كنه معرفة الولاية، وكليات صفات الإمام، ودورة في تفسير القرآن وحقيقة الصلاة وأهميتها وفضيلتها، مع بيان شرف وعظمة جميع أجزاء الصلاة وأقسامها، وأنواع الإنفاق (المال والقوة والعلم) والصوم وفضيلته وفضيلة شهر رمضان وليلة القدر، والحج وأهميته وفضله، وخلق الكعبة والحرم والحجر وزمزم والمسجد الحرام، وحقيقة الحجر الأسود والمقام، وحج الملائكة قبل آدم، وبناء جبرئيل الكعبة، و حج الأنبياء ومناسك الحج، وفضيلة وأهمية التوبة والنية الحسنة، والصبر وأقسامه وإصلاح ذات البين، وحقوق الوالدين، وغير ذلك من أمور الدين المهمة التي هي مورد احتياج عموم المسلمين.
6 - تاريخ فلسفه وتصوف وهو كتاب يكشف الأسرار الخفية للمتصوفة ويبين عقيدتهم الفاسدة ويوضح الاتحاد بين ما تصل إليه مقالات المدعين للمكاشفة والشهود (أهل التصوف) والفلاسفة العرفانيين، وأن الطريقين في النتيجة طريق واحد، وهو مأخوذ من القدماء قبل المسيح، ولا ربط له بأي شريعة سماوية وانتسابهم إلى الشرع كذب ودجل، فجميع الشرائع مخالفة ومباينة لعقائدهم.
7 - مناسك الحج يحتوي هذا الكتاب الشريف على ما بينه الإمام الصادق (عليه السلام) في أداء فريضة الحج - منذ الخروج من المنزل وحتى الوداع الأخير للكعبة - وكتبه ابن عمار، ويشتمل أيضا على فضيلة الحج وذم تاركه، وخصوصيات مكة والمدينة، وكيفية الحج الموافق للاحتياط ضمن فتاوى جميع علماء السلف والخلف فيكون صحيحا ومجزيا.
ونرى من اللازم أن نذكر ما خطه قلم المرحوم بالنسبة لمعاوية بن عمار باعتباره صاحب الكتاب الذي أخذ المرحوم هذه الرسالة منه، فقد كتب: يعتبر معاوية بن عمار على ما أجمع عليه العلماء والمحدثون من خواص أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم (عليهما السلام) وعدالته ووثاقته وجلالته محرزة لدى جميع
صفحة ١٨
علماء الشيعة، وأحاديثه مورد قبول الجميع.
ولقد ألف كتابا في الحج فيه ما بينه له الإمام الصادق (عليه السلام) من أعمال الحج منذ بداية الخروج من المنزل وحتى وداع الكعبة الشريفة وكتبه منه، وقد نقل الشيخ الكليني والشيخ الطوسي والشيخ الصدوق كتابه ضمن الكتب الأربعة وبأسانيد صحيحة، وفرقوا أجزاءه في أبواب الحج المختلفة، لما كان لديهم من روايات أخرى في هذا الباب، فبوبوا بذلك كتابه موضوعيا، وخلطوا رواياته مع الروايات الأخرى في الحج.
وقد أخذ المرحوم تلك الروايات من الكافي في أغلب الأحيان وبسندين صحيحين وأعاد ربطها مع بعضها.
8 - رسالة تفويض تبحث هذه الرسالة وباختصار مسألة تفويض أمر الدين للنبي والأئمة الهداة المهديين صلوات الله عليهم أجمعين.
9 - رسالة علم غيب إمام (عليه السلام) يشرح المؤلف في هذه الرسالة معنى علم الغيب ويستعرض أقوال العلماء الكبار كالشيخ المفيد والسيد الطباطبائي في حاشية كتاب القوانين للميرزا القمي و يشير إلى الأبواب التي تثبت هذا الموضوع من كتاب بحار الأنوار، واستفاد أيضا في إثبات علم الغيب من أقوال وأحاديث أمير المؤمنين والإمام الباقر (عليهما السلام).
10 - أصول الدين وفيه شرح وبيان أصول الدين الخمسة المشهورة بالأدلة العقلية والنقلية، وأورد فيه ضمن بحث الإمامة فهرسا لأحاديث العامة والخاصة في النص على إمامة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام).
11 - رسالة نور الأنوار وذكر فيه خلق الرسول (صلى الله عليه وآله) وخلق أئمة الهدى (عليهم السلام) منذ أول الخلق.
وحتى ولادتهم، وقد استفاد كثيرا في كتابة هذه الرسالة من كتاب " الأنوار " للشهيد الثاني (رحمه الله).
صفحة ١٩
12 - أركان دين يحتوي هذا الكتاب على مجموعة من المعارف الإسلامية وهي عبارة عن أصول الدين الخمسة، وبحث ولاية وعلم وقدرة الإمام، والصلاة، والقواعد الكلية المرتبطة بأحكام الشك والسهو، بشكل مبسط يسهل على الجميع فهمه. وكذلك أنواع الإنفاق، وفضل الصوم والحج، وخلق الكعبة، وحقيقة الحجر الأسود، وعلة الحرم وحدوده وأحكامه، والمقام، وحجر إسماعيل، وتفسير الآيات البينات، وتفصيل حجة الوداع، وفضيلة زيارة النبي وأمير المؤمنين وسيد الشهداء وثامن الأئمة صلوات الله عليهم وإثبات الرجعة، ومن الإنصاف القول بأن هذا الكتاب هو مجموعة كافية وافية في تحصيل دورة معارف وأحكام إسلامية كاملة.
13 - زندگانى حبيب بن مظاهر أسدي وفيه أحوال وتاريخ حبيب بن مظاهر منذ قيامه ضد الدولة الأموية ودعوته سيد الشهداء وتبليغه أوامر الإمامة وولاية الحسين (عليه السلام) وإسناده وجديته في أمر مسلم بن عقيل وقضاياه في كربلاء حتى استشهاده. حرره المرحوم بقلمه الجذاب.
14 - تاريخچهء مجالس روضه خوانى وعزادارى سيد مظلومان (عليه السلام) كتب في هذه المجموعة فضيلة البكاء على سيد الشهداء (عليه السلام)، وإقامة المآتم في ذلك من قبل آدم وموسى وعيسى والخضر وزكريا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمام الصادق (عليه السلام)، وأورد فيها أيضا خطبة الإمام السجاد (عليه السلام) في الشام، وكان له بها علاقة خاصة، وذكر فيه أيضا مجالس العزاء التي ستقام في أيام الرجعة.
15 - قرآن وعترت در اسلام وهو كتاب آخر ألفه على منوال " إثبات ولايت " الآتي وبحث فيه مسألة القرآن والعترة الذين لا ينفكان عن بعضهما أبدا، وأن مفسري القرآن الحقيقيين هم أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، وذكر فيه تعظيم الله عز وجل لهم.
16 - اثبات ولايت بحث في هذا الكتاب ما يتعلق بأئمة الهدى (عليهم السلام). وأجاب فيه على توهمات البعض بشأن علم الغيب والقدرة الربانية التي منحها الله لهم جوابا كاملا مستدلا
صفحة ٢٠
فيه بالآيات والروايات، وذكر فيه أيضا معاجز كثيرة يصلح كل منها كدليل قاطع على هذا الأمر.
* (آثاره الخطية) * 1 - مستطرفات المعالي وهو كتاب في علم الرجال، رتب فيه رجال الكشي مع إضافات كثيرة تخلو منها الكتب الرجالية المفصلة.
2 - روضات النظرات وهو كتاب في الفقه الإستدلالي واستنباط الأحكام الشرعية من الآيات والروايات المباركة. وهو في حدود عشرة أجزاء ويحتوي على أبواب العبادات:
الصلاة والصوم والحج و. وأكثر المعاملات: البيع والحوالة واللقطة والصيد والذباحة والميراث والوصية والنذر والحلف والحدود وأحكام الأراضي و..
3 - مجموعة نفيسة في الطب.
4 - معرفة الأشياء (الطب النباتي).
5 - دورة كاملة في المعارف الإلهية.
6 - حواشي على بعض الكتب مثل:
1 - حاشية على تفسير البرهان (استدراك للأحاديث التي فاتت عن المرحوم السيد هاشم البحراني).
2 - حاشية على رجال المامقاني.
3 - حاشية على رجال آية الله العظمى الخوئي.
4 - حاشية على رجال الشيخ الطوسي وتصحيحه.
5 - حاشية على كتاب الجواهر في الفقه تأليف المرحوم الشيخ محمد حسن النجفي.
6 - حاشية على كتاب الحدائق الناضرة تأليف المرحوم الشيخ يوسف البحراني.
7 - حاشية على كتاب وقائع الشهور.
صفحة ٢١