[٢٣/٢٥]، ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ﴾ [٢٠/٢]، ﴿ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾ [٢٧/٢] (١) .
[مستقر الرحمة]
وقال له (٢) رجل: جمعنا الله وإياك في مستقر رحمته. فقال: لا تقل هذا. وكان أبو العباس يميل إلى أنه لا يكره الدعاء بذلك، ويقول: إن الرحمة ههنا المراد بها الرحمة المخلوقة، ومستقرها الجنة، وهو قول طائفة من السلف (٣) .
قال ابن القيم ﵀: وسألت شيخ الإسلام ﵀ يوما فقلت له: إذا كان الرب سبحانه يرضى بطاعة العبد، ويفرح بتوبته، ويغضب من مخالفته، فهل يجوز أن يؤثر المحدث في القديم حبا وبغضا وفرحا وغير ذلك؟.
[لا يؤثر المخلوق في الخالق رضا ولا غصبا]
قال: لي: الرب سبحانه هو الذي خلق أسباب الرضى والغضب والفرح، وإنما كان بمشيئته وخلقه، فلم يكن ذلك التأثير من غيره، بل من نفسه بنفسه. والممتنع أن يؤثر غيره فيه. وأما أن يخلق هو أسبابا ويشاؤها ويقدرها تقتضي رضاه ومحبته وفرحه وغضبه لهذا ليس بمحال، فإن ذلك منه بدأ وإليه يعود. والله سبحانه أعلم (٤) .
قال ابن القيم ﵀: فإن قيل قد نقل القشيري عن ذي النون أنه سئل عن قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [٥/٢٠] فقال: أثبت ذاته، ونفى مكانه، وهو موجود بذاته، والأشياء موجودة بحكمته كما شاء.
_________
(١) مجموع ٦٩ ورقة ٢٧٤، ٢٧٥ تفهرس تابعة جـ١ ص٧٢ من الفهارس العامة.
(٢) للإمام أحمد.
(٣) اختيارات ص ٣١٩ تفهرس ص١٢ جـ١ من الفهارس العامة.
(٤) مدارج السالكين جـ٢/٤٣٣، ٤٣٤ تفهرس مقابل ص٨٢ جـ١ الفهارس العامة.
1 / 64