والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر (١) .
فصل
[التفصيل في قول: أنا في بركة فلان]:
قوله: أنا في بركة فلان، أو تحت نظره، أو يا فلان مُدَّني بخاطرك.
فإن أراد أن نظره أو خاطره أو بركته مستقلة بتحصيل المنافع ودفع المضار فهو كذب وشرك وإن أراد أن فلانا دعا فانتفعت بدعائه، أو أنه علمني، أو أنه أدبني وأنا في بركة ما انتفعت به من تعليمه وتأديبه فهو صحيح.
وإن أراد أنه بعد موته يجلب المنافع أو يدفع المضار فهو كذب محرم، وهو الشرك الذي حظره الله على عباده، والذي لا يغفره إلا بالتوبة منه (٢) .
[حكايات مكذوبة على أحمد]
وروي من غير طريق: أن الشافعي ﵁ كتب من مصر كتابا وأعطاه للربيع بن سليمان، وقال: اذهب به إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل وائتني بالجواب فجاء به إليه، فلما قرأه تغرغرت عيناه بالدموع، وكان الشافعي ذكر فيه أنه رأى النبي ﷺ في المنام وقال له: اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام، وقل
له: إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن، لا تجبهم يرفع الله لك علمًا
_________
(١) إغاثة اللهفان (١/٢١٧، ٢١٨) هذا تفصيل جيد وأسلوب آخر مكانه المناسب في الفهارس العامة جـ١/٨.
(٢) مختصر الفتاوى ص١٧٧، ١٧٨ فيه زيادة أمثلة على ما في الفتوى المطولة جـ١١/١١٣، ١١٤ وللفهارس العامة جـ١/٩.
1 / 23