107

المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ

تصانيف

[غاية الخضر] وكونه يعلم مسائل لا يعلمها موسى لا يوجب أن يكون أفضل منه مطلقا كما أن الهدهد لما قال لسليمان: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ [٢٢/٢٧] لم يكن أفضل من سليمان، وكما أن الذين كانوا يلقحون النخل لما كانوا أعلم بتلقيحه من النبي ﷺ لم يجب من ذلك أن يكونوا أفضل منه ﷺ وقد قال لهم: «أنتم أعلم بأمور دنياكم، وأما ما كان من أمر دينكم فإلي» وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي ﵃ كانوا يتعلمون ممن هو دونهم علم الدين الذي هو عندهم وقد قال النبي ﷺ: «لم يبق بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة» ومعلوم (١) رتبتهم في العلم أفضل ممن حصلت له الرؤيا الصالحة. وغاية الخضر أن يكون عنده من الكشف ما هو جزء من أجزاء النبوة. كيف يكون أفضل من نبي؟ فكيف بالرسول؟ فكيف بأولي العزم (٢) . [توضيح قول أم سلمة وحذيفة ولن أبرئ بعدك أحدا] قال ابن القيم ﵀: وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج حدثنا شريك عن عاصم عن أبي وائل، عن مسروق قال: دخل عبد الرحمن على أم سلمة ﵂، فقالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموت أبدا» فخرج عبد الرحمن من عندها مذعورا حتى دخل على عمر ﵁ فقال له: اسمع ما تقول أمك، فقام عمر ﵁ حتى أتاها فدخل عليها فسألها ثم قال: أنشدك بالله أمنهم أنا؟ قالت: لا ولن أبرئ بعدك أحدا. فسمعت شيخنا يقول: إنما أرادت أني لا أفتح عليها هذا الباب ولم ترد أنك وحدك البريء من ذلك دون سائر الصحابة (٣) .

(١) لعله سقطت كلمة «أن» (٢) مختصر الفتاوى المصرية ص٥٦٠، ٥٦١ وللفهارس العامة جـ١/٥٢. (٣) إغاثة اللفهان جـ١/٨٧ وللفهارس العامة جـ١/٥٢.

1 / 114