102

المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ

تصانيف

وَظِلُّهَا﴾ [٣٥/١٣] وهم يقولون: لا يدوم. ويقول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ﴾ [٥٤/٣٨] وهم يقولون: ينفد. ويقول الله ﷿: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ [٩٦/١٦] . [هذا ما قاله جهم بناء على أصله] قال شيخ الإسلام: وهذا قاله جهم لأصله الذي اعتقده وهو امتناع وجود ما لا يتناهى من الحوادث وهو عمدة أهل الكلام التي استدلوا بها على حدوث الأجسام وحدوث ما لم يخل من الحوادث، وجعلوا ذلك عمدتهم في حدوث العالم، فرأى الجهم أن ما يمنع من حوادث لا أول لها في الماضي يمنع في المستقبل؛ فدوام الفعل ممتنع عنده على الرب ﵎ في المستقبل، كما هو ممتنع عليه عنده في الماضي. وأبو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة وافقه على هذا الأصل؛ لكن قال: إن هذا يقتضي فناء الحركات لكونها متعاقبة شيئا بعد شيء، فقال بفناء حركات أهل الجنة حتى يصيروا في سكون دائم لا يقدر أحد منهم على حركة (١) . فصل [الشهادة لمعين بالجنة أو النار، وسبب التوقف] وأما الشهادة لرجل بعينه بأنه من أهل النار أو الجنة فليس لأحد ذلك إلا بنص صحيح يوجب، كالعشرة الذين بشرهم الصادق ﷺ بالجنة. ومنهم من جوز ذلك لمن استفاض في الأمة الثناء عليه كعمر بن عبد العزيز ﵁ وأمثاله.

(١) حادي الأرواح ص٢٢٣ وللفهارس العامة جـ١/٤٨.

1 / 109