مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ / ٢٠٠٤ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
السيرة النبوية
من نذر بهم «سلمة بن الأكوع الأسلمي» .
فأشرف إلى ناحية «سلع»، ثم صرخ: وا صباحاه. ثلاثا، ثم خرج يشتد في أثرهم، وكان مثل السبع؛ حتى إذا لحق بالقوم فجعل يرميهم بالنبل ويقول:
خذها وأنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع
فما زال يتبعهم حتى استنقذ بعض اللقاح، واستلب منهم ثلاثين بردة أو أكثر، وثلاثين درقة، ولما بلغه- ﵇ صياح ابن الأكوع نادى مناديه بالمدينة:
«الفزع الفزع «١»» . فترامت الخيول إليه- ﵇، فكان أول من/ انتهى إليه من الفرسان «المقداد بن عمرو «٢»»، ثم «عباد بن بشر «٣»»، وناس من
- روى الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود: عن عمران بن حصين- ﵄، فذكر الحديث وفيه «فكانت المرأة في الوثاق»، وكان القوم يريحون نعمهم بين يدى بيوتهم، فانفلتت ذات ليلة من الوثاق، فأتت الإبل فجعلت إذا دنت من البعير رغا فتتركه حتى انتهت إلى «العضباء» فلم ترغ، قال: وهي ناقة رسول الله ﷺ. فقعدت على عجزها، ثم زجرتها فانطلقت وقد رأوها فطلبوها فأعجزتهما، قال: ونذرت إن نجاها الله- ﷿ لتنحرنها فلما قدمت المدينة رآها الناس فقالوا: «العضباء» ناقة رسول الله ﷺ؛ فقالت: إنها نذرت إن نجاها الله لتنحرنها، فأتوا رسول الله ﷺ فذكروا ذلك له فقال: «سبحان الله بئس ما جزيتها نذرت إن نجاها الله لتنحرها، لا وفاء لنذر في معصية، ولا فيما لا يملك ابن آدم» . زاد ابن إسحاق من مرسل الحسن «إنما هي ناقة من إبلي، ارجعي إلى أهلك» اه-: سبل الهدى والرشاد. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام ٤/ ٤. واسم «المرأة» «ليلى» كما في السنن للإمام أبي داود، ذكر صاحب المواهب ٢/ ١٤٩ والرجل الذي قتلوه هو «ابن أبي ذر» كما في المواهب ٢/ ١٤٩.
(١) حول شعار الفزع ... انظر (السيرة النبوية) لابن هشام ٤/ ١٧- غزوة ذي قرد-.
(٢) عن «المقداد بن عمرو» قال ابن هشام في (السيرة النبوية) ٤/ ١٧: «المقداد بن عمرو ...» «هو أول فارس وقف على رسول الله ﷺ، ثم جاء بعده عباد بن بشر ...» اه-: السيرة النبوية.
(٣) من هؤلاء الصحابة الذين جاؤا رسول الله- ﷺ: أ- «سعد بن زيد» أحد بني كعب بن عبد الأشهل. «أسد بن ظهير» أخو بني حارثة بن الحارث- يشك فيه-.
1 / 278