الكائنات أولى وأجدر ، وهذه القوة عبر عنها في الآثار بعمود نور يرفع للإمام عليه السلام عند الولادة يرى به أعمال العباد وما كان ويكون.
فسؤال الحسين عليه السلام عن اسم الأرض التي منعوا من اجتيازها (24) أو أن الله أوقف الجواد فلم ينبعث (25) كما أوقف ناقة النبي صلى الله عليه وآله عند الحديبية فلم تنبعث حتى هبط جبرئيل يأمره بالنزول في هذا الموضع والصلح مع قريش (26)، لأجل أن يعترف أصحابه بتلك الأرض التي هي محل التضحية الموعودين بها باخبار النبي والوصي صلى الله عليهما وآلهما لتطمئن القلوب وتمتاز الرجال وتثبت العزائم وتصدق المفادات.
وهذا باب من الأسئلة معروف عند علماء البلاغة يعرف بتجاهل العارف أو سوق المعلوم مساق المجهول ، واذا كان فاطر الأشياء الذي لا يعادر علمه صغيرا ولا كبيرا يقول لموسى عليه السلام : « وما تلك بيمينك يا موسى » ، ويقول سبحانه لعيسى عليه السلام : « أأنت قلت للناس اتخذوني وامي الهين » لضرب من المصلحة ، فالإمام المنصوب من قبله أمينا على شرعه ودليلا لعباده لا تخفى عليه المصالح.
وهذا كسؤال النبي عن اسم الجبلين واسم الرجلين اللذين قاما للب اللقحة ، ألم يكن النبي الأعظم المتكون من النور الأقدس عالما بذلك؟ وإنما النكتة ما أشرنا إليها.
لقد ورد عن الشارع أحاديث ربما يستظهر منها غير المتأمل في أسرارهم إثبات الطيرة مثل ما ورد : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
وهذا في الحقيقة إخبار عما تعلقت به إرادة المولى جل شأنه بعدم السعادة في هذه الأشياء لمن اقترن بها ، وصاحبها نظير خلق المسك وغيره من الأرواح الطيبة فبعض الأشخاص يتلذذ بها ، وبعض يلحقه الضرر منها كما أودع تعالى شأنه في بعض الأحجار
صفحة ٧٣