قال لي منفعلا: ما هو النوع اليعجبك؟ - أنا أعرفه.
قال وهو يبتسم في مكر: لو شفتيه حيعجبك!
في الحق كان رجلا وسيما، يبدو في بداية الأربعين من عمره، له بشرة قمحية ناعمة وشفتان غليظتان حمراوان، يعلوهما شارب حلق باهتمام خاص، تفوح منه رائحة طيب جميلة، شفتاه كانتا الأكثر إثارة، ولكنه قصير سمين وأنا لا أفضل الرجل السمين، ولكن ليست هي المشكلة، المشكلة أنه اختطفني ولم آت معه برغبتي، وربما إذا لم نلتق بهذه الطريقة الغريبة لكان الأمر مختلفا؛ لأنه ليس بهذا الرجل ما يجعله بغيضا، بالعكس كثيرات منا نحن النساء يفضلن الرجل الثري، قلت له: من الأحسن تخليني أمشي.
قال في إصرار وهو يحرك يديه في الهواء بقلق: لو ما نمت معاي ما حسيبك تمشي.
لم يكن الموقف بالنسبة لي مرعبا ولم أخف، بل لحد ما كنت لا أخشاه كثيرا، بالرغم من أنني أعرف أن مثل هؤلاء الرجال قد يرتكبون جرائم القتل إذا لم تلب رغباتهم، وقد يصبحون عنيفين وخطرين، وأعرف زميلة لي في العمل كادت أن تفقد حياتها، وأنا لم أك عذراء ولو أنني لم أمارس الجنس كثيرا ولا مع رجال عدة، الرجل الوحيد الذي مارست معه كان هو الشخص الذي أحببته ذات يوم ووهبته نفسي، لم نتزوج، افترقنا قبل أيام، ولست ندمانة على شيء، قالت لي نفسي الأخرى: أطيعيه، ولحظتها نهضت من على الكنبة وحاولت الانصراف، مسكني من يدي، كان قويا، حدق في عيني بقسوة ممتزجة بضعف ورغبة قاتلة، ضمني إلى صدره، لم أقاوم، كانت ملابسي تتساقط من على جسدي مثل أوراق شجرة في ريح صيفية، وجدتني وإياه عاريين في غرفة نوم شاسعة، على سرير ناعم ربما قد لحافه من ريش النعام، كان مثل قط شبق يأتي أنثاه، وكنت مثل قطته التي تستسلم في كبرياء، الأمر لم يكن مؤلما، لقد أحسست بمتعة الشيء يغوص في لحمي، ودفء جسده العملاق، ورقة أنفاسه في عنقي وأذني، كان رجلا يعرف كيف يجعل امرأة تفقد وعيها في الفراش، يعرف كيف يجعل جسدها يطير كفراشات في الفضاء، لا أدري كم مرة بلغت ذروة النشوة ولا كم مرة أصبت برعشة عميقة لذيذة تمنيتها أن تدوم للأبد، قضينا زمنا طويلا نتقلب في السرير كقطين نزقين، عندما رن جرس تليفوني كانت أمي في الطرف الآخر تسأل لماذا تأخرت، الساعة الآن الثانية عشرة منتصف الليل، قلت لها وأنا أبحلق في عينيه أنني سوف أبيت في بيت العرس، هنالك نساء كثر ينتظرن دورهن في الحناء.
في طريقنا إلى بيتنا عند العاشرة صباحا طلبت منه أن ينزلني في تقاطع شارعين، ذكرني بالموعد الذي اتفقنا على أن نلتقي فيه، نزلت ومضى، كانت في الركن الشرقي من الشارع نقطة بوليس، وفي الطرف المقابل لها أي الغربي محل الكوافير الذي أعمل عنده أحيانا في المواسم والأعياد، أسرعت الخطى نحو الركن الشرقي.
الخرطوم
7 / 7 / 2008
زوج خريفية
عمتي خريفية ظلت صامدة متمسكة بالجملة التي عرفت بها، عندما يكون الحديث عن المال، أو عندما يبدي أحدهم عشما مستحيلا ويطلب منها ولو قدرا قليلا من المال سلفة: يسمني ويحرقني لو عندي قرش واحد، القروش اللي بيجيبها اللبن تأكلها البهايم علف.
صفحة غير معروفة