He lives, he wakes, it’s Death is dead, not he.
الفصل الخامس
عبده الحمولي مصلح اجتماعي في ثوب مغن
كان عبده نموذج الرجل الصالح يحافظ على مواقيت الصلاة ويربأ بنفسه عن كل دنيئة صائنا من الدنس عرضه وأعراض الناس، حريا بأن يعرف بالمصلح في ثوب مغن. لم يقتصر جوده على جياع أطعمهم، أو عطاش سقاهم، أو عريا كساهم، أو مرضى وأساهم، أو سجناء زارهم، أو مقترعين دفع عنهم البدل العسكري حتى بلا سابق معرفته لأشخاصهم، بل تجاوز ذلك كله إلى أن بلغ حدود الساقطات اللواتي إذا لمحهن بوجه الصدفة في طريقه وهو عائد إلى بيته في عربة مستصحبا معه بعض رجال التخت بعد الانتهاء من سهرته الغنائية استوقف لوقته الحوذي وجمعهن حوله وأفاض عليهن من سجال عرفه عن تهلل وابتسام ما يملأ العين، ويستعبد الحر، ثم انصاع ناصحا لهن وقال: «يا بنات، الله يتوب عليكم». هذا ما رواه لي الأستاذ: محمد الشربيني العواد مؤكدا أنه رآه يفعل ذلك رأي العين وهو حي يرزق، ويبلغ من العمر ثمانين سنة. فطوباك يا عبده! يا من عرفت بحنكة وذكاء في جسم ضآلة الوتر الحساس، وضربت عليه بريشتك الخفيفة الشفيقة لتثوب إلى رشدها، وتستقيم على الطريقة المثلى للصالحين والصالحات علما منك أن الذنب ليس ذنبهن، إنما الذنب كل الذنب لا يقع إلا على أولئك الذين أضلوهن وجروا عليهن بأول هفوة ارتكبها ذيول العار والخزي، وقد طلبت إليهن التوبة من الغفور الرحيم إيماء إلى قوله تعالى
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، وإلى الحديث الشريف «أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له».
أجل. إن الطبيعة قد اختصت الرجال بالقوة والسلطان على النساء اللواتي ألقين أزمة الزعامة إلى أيديهم الخشنة وامتثلن لإرادتهم وأخلدن إليهم بثقة عمياء (وهي محاسب دقيق ذهابا إلى قول سبنسر فيلسوف إنكلترا)
Nature is a street accountant
فزينوا لهن ركوب ما لا أرى لهن في ركوبه، وما هن إلا طامعات في حياة زوجية طاهرة، وغافلات عما ينفجر عليهن من الدواهي، بل متوقعات إنجاز وعود عرقوب، وليسمح لي القارئ الكريم أن أتمثل ببعض أبيات من آخر قصيدة بعنوان «من الملوم» للمرحوم: نقولا رزق الله، الشاعر العصري، جرأت على إيرادها لشدة ارتباطها بالموضوع دون أن يتهمني القارئ بالحشو والشرود عنه قال ما يأتي:
هم أضلوك ثم قالوا براء
نحن منها فهم أضل سبيلا
صفحة غير معروفة