الخمر تبكي في أباريقها
والقينة الحمضانة الرود
الأستاذ: محمد السبع
ولد الأستاذ محمد السبع بدمياط في سنة 1870 وبعد أن تعلم القراءة والكتابة وحفظ ما تيسر من القرآن احترف فن الغناء؛ لما له من صوت رخيم حسن، وجاذبية قوية، بالرغم من اعتراض الشيخ: علي العفني جده (أب والدته) عليه؛ خشية أن يناله شين المهنة في ذلك العهد، وذهب أولا إلى المنصورة حيث بدأ يغني بقهوة الخواجا ديليا على البحر الأعظم، وكان موضوع عناية الخواجا نقولا قسيس - أحد أقرباء آل منسي بدمياط - نزولا على توصيتهم به، وما لبث أن سمعه الأستاذ: عبد الله القانونجي حتى استصحبه إلى مصر ودربه على الغناء، حتى اشتغل بجبلاية الأزبكية يوم كان محمد عثمان والشيخ يوسف يشتغلان تجاهه بالجنينة، ولما سمعه عبده الحمولي - بينما كان يتنزه فيها مع أولاده - ضمه إلى تخته، حيث اشتغل سبع سنوات كمساعد له، وأبلى بلاء حسنا بما اقتبسه عنه من ضروب وتوقيع فاستضاء بمشكاته حتى أحبه وعطف عليه عطفه على بنيه، ولم يكن تخرجه عليه مقتصرا على فن الغناء، بل استفاد منه بما يرضي الله والناس جميعا بالتقوى والاستقامة وصالح الأعمال، وقد رزق ولدا يدعى إبراهيم أفندي دسوقي السبع موظف بالقلم الجنائي بمحكمة مصر الكلية، وبنات فاضلات من ذوات الصون.
الأستاذ محمد السبع.
وقد دعاني مساء 7 فبراير الماضي لسماعه في بار اللواء على تخته المؤلف من أعاظم العازفين وهم الأساتذة: عبد الحميد القضابي القانونجي، وكريم الكماني، وعيد قطر العواد، وجرجس سعد الناياتي، فسمعته بعد عدة تقاسيم على الآلات يغني مذهب «كنت فين والحب فين» فأعجبت به وأعادني إلى ماضي الذكريات في العصر الذهبي لأستاذه الحمولي؛ بما أتاه من حسن الإلقاء، وضروب التفنن، ويالعمري لو عنيت محطة الإذاعة اللاسلكية بتشغيله بالمحطة لكي يتمكن من يسمعه من النشء الحديث الحسن الصوت من التقاط ما بقي بصوته من نغمات ساحرة ونبرات عربية باهرة.
وبالجملة أقول في النهاية حقا أكرم به رجلا نبيل النفس ندي الراحة وصبيح الوجه.
الأستاذ: محمد كامل رشدي
رئيس القسم الفني بإدارة تحقيق الشخصية
ولد في سنة 1879 وتربى في سراي والده التي كانت تقع بباب الشعرية وتشرف على الخليج المصري قبل سده، وكانت محط رحال الموسيقيين للتدرب على مقطوعاتهم ومعزوفاتهم؛ لما ألفوا فيها من المناظر الرائعة الطبيعية من أشجار وزهور ومياه.
صفحة غير معروفة