قال الشقيق وقد برزت في عينيه فرحة الحصول على النقود واضحة جلية: «انتبهي لقلبك.» - «لقد أسعدني لقاؤك واطمأن قلبي. ولا تقلق فلن أبلغ الأسرة بشيء.» - «أجل، إياك أن تخبريهم.»
قبض كل من الشقيقين على يد الآخر بقوة، ولكن خدود ريكو كانت مشرقة ولا أثر فيها للدموع.
خرجنا من النزل بدون أن نتبادل الحديث، وأخيرا ابتعدنا عن منطقة «صن يا»، وافترقنا مع الدليل الطيب.
اقتربت من ريوئتشي خفية وهمست في أذنه وأنا أمشي. «خذ ريكو وأقم معها الليلة. ولا مانع أن تختار فندق «درجة ثالثة» وأنتما بنفس هذه الملابس المتسخة. إنني أجزم بالقول وأؤكد أن ذلك سيكون نافعا. لقد شفيت ريكو اليوم. وعلى الأرجح أنها لن تنتكس مرة ثانية. يبقى فقط أن تقودها أنت برجولة خطوة بعد خطوة بحب وحنان.» - «هل هذا صحيح؟ أشكرك يا دكتور شكرا جزيلا!»
لم يكن ريوئتشي في هذا الموقف شابا يقع في حيرة أو تردد. عند محطة الترام افترقنا نحن الأربعة؛ كل اثنين معا، وألقت ريكو إلي بتحية من عينيها وأظهرت ما ينم على أنها تعلم أنني أدركت وعرفت كل شيء.
بهذا انتهى كل شيء. على الأقل أنا أؤمن بذلك. بالتأكيد يجب علي أن أتحمل مسئولية متابعة حالتها بعد ذلك، ولكن بعد التفكير من الأوجه جميعا فالعلاج وصل إلى نهايته.
مشيت غارقا في شعور بالرضا لا يمكن وصفه، وأعجبتني رقة أكيمي النادرة وهي تسير خلفي دون أن تلح علي بالطلب قائلة: «ألا نركب تاكسي؟»
44
كلما درست النفس الإنسانية وبحثت فيها وجدت أنها عجيبة ومريبة. فهي تبحث دائما عن نظام مرتب مع أنها تتكون من تباين شديد. بل ومنطقها الواضح الصريح أنها لا رغبة لديها تجاه ذلك النظام، فلا يتولد صراع أو مرض نفسي تبعا لتلك الرغبة.
من خلال حالة ريكو أعتقد أن رؤيتي للتركيبة الدراماتيكية المتناقضة للإنسان علمتني العديد من الأشياء عن البوح والحجب وعن البراءة والفجور، عن الروح والجسد. يعتقد أننا كعلماء نتعامل ونلمس ذلك كله بنية عدم التحيز، ولكن تستخدم النظرة المتحيزة في بعض الحالات أثناء العلاج بالتحليل النفسي؛ وخاصة عندما يتقدم التحليل النفسي ويبدأ المرض في الانتقال إلى الطبيب النفسي المعالج.
صفحة غير معروفة