32مشكل الحديث وبيانهمحمد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصبهاني، أبو بكر (المتوفى: 406هـ) - ٤٠٦ هجريمحققموسى محمد عليالناشرعالم الكتبرقم الإصدارالثانيةسنة النشر١٩٨٥ممكان النشربيروتتصانيفالفقهعلوم الحديثالحديثالتراجم والطبقاتوَالْعجب مِنْهُ أَنه تَأَول الْخَبَر ثمَّ زعم أَن الله صُورَة لَا كالصور ثمَّ قَالَ إِن آدم مَخْلُوق على تِلْكَ الصُّورَة وَهَذَا كَلَام متناقض متهافت يدْفع أَوله آخِره وَذَلِكَ أَن قَوْله لَا كالصور ينْقض قَوْله إِن الله خلق آدم عَلَيْهَا لِأَن الْمَفْهُوم من قَول الْقَائِل فعلت هَذَا على صُورَة هَذَا أَي ماثلته بِهِ واحتذيت فِي فعله بِهِ وَهَذَا يُوجب أَن صُورَة آدم ﵇ كصورته جلّ ثَنَاؤُهُ وَيمْنَع تَأْوِيله أَن لَهُ صُورَة لَا كالصور وليت شعري إِلَى أَي وَجه ذهب فِي إِضَافَة الصُّورَة إِلَى الله ﷿ أَرَادَ بِهِ إِثْبَات الرب تَعَالَى مصورا بِصُورَة لَا تشبه الصُّور أم إثْبَاته مصورا بأمثال هَذِه الصُّور أم أَرَادَ بِهِ أَن لَهُ هَيْئَة مَخْصُوصَة وَصُورَة مُعينَة مَعْلُومَة أم رَجَعَ بذلك إِلَى إِثْبَات صفة لَهُ سَمَّاهَا صُورَة لَا على معنى وَجه الْهَيْئَة والتأليف وَلَيْسَ يَخْلُو مَا ذهب إِلَيْهِ من هَذِه الْأَقْسَام وكل ذَلِك فَاسد لَا يَلِيق بِاللَّه ﷿ لإقتضائه أَن يكون مؤلفا مركبا ذَا حد وَنِهَايَة وَبَعض وَغَايَة وكل ذَلِك يُؤَدِّي إِلَى القَوْل بنفيه تَعَالَى وَقد بَينا وَجه ذَلِك قبل وَلَا معنى لحمل ذَلِك على صفة طريقها السّمع على نَحْو مَا قُلْنَا فِي الْيَد وَالْعين لخلو الْكَلَام من فَائِدَة لَو حمل على ذَلِك فَإِذا لم يخرجوه من الْوُجُوه الَّتِي يَنْقَسِم إِلَيْهَا مَذْهَب هَذَا الْقَائِل فقد بَان خطاؤه وعدوله عَن وَجه الصَّوَاب فِي تَأْوِيله1 / 68نسخمشاركةاسأل الذكاء الاصطناعي