مشكل الحديث وبيانه
محقق
موسى محمد علي
الناشر
عالم الكتب
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٨٥ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
علوم الحديث
ذكر خبر آخر فِي مثل هَذَا الْمَعْنى
وَقد رُوِيَ فِي هَذِه الْقِصَّة أَيْضا فِي خبر آخر
أَن الله ﷿ لما قبض الذُّرِّيَّة من ظهر آدم بكفه قَالَ خُذ أَيهمَا شِئْت قَالَ
أخذت يَمِين رَبِّي وكلتا يَدَيْهِ يَمِين // أخرجه السُّيُوطِيّ فَفَتحهَا فَإِذا فِيهَا صُورَة آدم وَذريته
قَالَ مُحَمَّد بن شُجَاع انْفَرد بِرِوَايَة هَذَا الحَدِيث حَاتِم بن إِسْمَاعِيل وَكَانَ ضَعِيفا والمقبري وَكَانَ مدلسا وانتشر عَنهُ كَانَ يُدَلس فِيمَا يرْوى عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ فَلَعَلَّ هَذَا الحَدِيث من هذَيْن الْوَجْهَيْنِ
فَأَما إِذا قيل على مَا فِيهِ أمكن أَن يكون تَأْوِيله على بعض هَذِه الْوُجُوه الَّتِي ذكرنَا
أما قَوْله قبض الذُّرِّيَّة من ظهر آدم فَلَعَلَّ الْوَجْه الَّذِي بَينا تَأْوِيله أَن القبضة أضيفت إِلَيْهِ ملكا وفعلا وتقديرا أَو حكما وأمرا
وَأما الْكَفّ فقد ذكرنَا فِيمَا قبل أَنه يحْتَمل وُجُوهًا وَذكرنَا شَوَاهِد ذَلِك
فَإِن حمل على معنى الْقُدْرَة وَالْملك صَحَّ وَإِن حمل على معنى النِّعْمَة والأثر الْحسن صَحَّ لِأَن ذَلِك مِمَّا حدث فِي ملكه بقدرته وَعَن ظُهُور نعْمَته عل بَعضهم وآثاره الْحَسَنَة فيهم
1 / 109