مشكل الحديث وبيانه

ابن فورك ت. 406 هجري
46

مشكل الحديث وبيانه

محقق

موسى محمد علي

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٥ هجري

مكان النشر

بيروت

فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى فَقَالَ لَا أَدْرِي فَوضع كَفه بَين كَتِفي إِلَى أَن ذكر فَعلمت مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض ثمَّ قَالَ ﵊ فَقَالَ لي فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى قلت لَا أَدْرِي بعد قَوْله فَعلمت مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَوجه ذَلِك مَا ورد فِي الْقُرْآن الْكَرِيم من قَوْله ﷿ ﴿يَوْم يجمع الله الرُّسُل فَيَقُول مَاذَا أجبتم قَالُوا لَا علم لنا إِنَّك أَنْت علام الغيوب﴾ فَيكون ذَلِك مِنْهُ أَو مِنْهُم على ترك التعالم عَلَيْهِ وَأَن يكون مُسْتَعْملا للأدب بِحَضْرَة من هُوَ أعلم مِنْهُ لِأَن الْوَاجِب من عَادَة ذَلِك حِين لَا يَدعِي الْعلم عِنْد من هُوَ أعلم مِنْهُ بِهِ وَعند من علمه ذَلِك الْعلم وَيحْتَمل أَن يكون قد علم مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب بِأَن أرِي ذَلِك كَمَا رُوِيَ فِي الْخَبَر أَنه قَالَ ﷺ زويت لي الأَرْض فَأريت مشارقها وَمَغَارِبهَا وَلَيْسَ ذَلِك مِمَّا يتَعَلَّق بِالْعلمِ بِأَحْكَام الْعِبَادَات وَمَا عَلَيْهَا من وُجُوه الثَّوَاب والكرامات جَزَاء على الطَّاعَات وَهُوَ الَّذِي كشف عَنهُ عز ذكره لَهُ ﵊ بَعْدَمَا قَالَ لَا أَدْرِي وَإِن حمل على ذَلِك لم يتناقض الْكَلَام وَصَحَّ الْجمع بَينهمَا على التَّرْتِيب الَّذِي رتبناه

1 / 83