مشكل الحديث وبيانه
محقق
موسى محمد علي
الناشر
عالم الكتب
الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٨٥ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
علوم الحديث
ذكر خبر آخر وتأويله وَمَعْنَاهُ
روى عَليّ بن أبي طَالب ﵁ أَن النَّبِي ﷺ قَالَ
إِن الله تَعَالَى رَفِيق يحب الرِّفْق وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَالا يُعْطي على العنف // أخرجه البخارى //
أعلم أَن معنى قَوْله ﵊ إِن الله رَفِيق يحب الرِّفْق أَي أَنه لَيْسَ بعجول وَإِمَّا يعجل من يخَاف الْفَوْت فَأَما من كَانَت الْأَشْيَاء فِي ملكه وقبضته فَلَيْسَ يعجل فِيهَا
وَقَوله يحب الرِّفْق أَي يحب ترك العجلة فِي الْأَعْمَال والأمور قَالَ الشَّاعِر
(لم أر مثل الرِّفْق فِي لينه ... أخرج الْعَذْرَاء من خدرها)
يُرِيد لم أر مثل ترك العجلة وَمعنى الرفيق معنى الْحَلِيم وَقد يجوز أَن يسْتَعْمل أَحدهمَا بدل الآخر
وَقد قيل أَيْضا إِن معنى الرفيق بِمَعْنى الْمرْفق كَمَا يكون حَكِيم بِمَعْنى مُحكم وَجَمِيل بِمَعْنى مُجمل وَالْمعْنَى فِي ذَلِك أَنه الْخَالِق للرفيق يفعل برفقه بِمن يَشَاء على معنى أَنه ينفع من يُرِيد ويلطف بِمن يُرِيد
وَأعلم أَن هَذَا الْخَبَر وَإِن كَانَ من أَخْبَار الْآحَاد فَلم يرد بِهِ بِمَا يَسْتَحِيل فِي وصف
1 / 332