224

مشكل الحديث وبيانه

محقق

موسى محمد علي

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٥ هجري

مكان النشر

بيروت

فَأَما الْخُرُوج الَّذِي بِمَعْنى الإنتقال فَلَا يَصح على كَلَام الله سُبْحَانَهُ وَلَا على شَيْء من الْكَلَام لأجل أَنه لَيْسَ بجسم وَلَا جَوْهَر وَإِنَّمَا يجوز الإنتقال على الْجَوَاهِر والأجسام
فَأَما على الْوَجْه الثَّانِي فَيصح وَالْمعْنَى فِيهِ أَنه مَا أنزل الله على نبيه وَأفهم عباده
وَقد قَالَ قَائِلُونَ إِن الْهَاء فِي قَوْله خرج مِنْهُ يعود إِلَى العَبْد وَخُرُوجه مِنْهُ وجوده متلوا على لِسَانه مَحْفُوظًا فِي صَدره مَكْتُوبًا بِيَدِهِ
وَذكر عِكْرِمَة أَنه شهد جَنَازَة مَعَ ابْن عَبَّاس ﵄ قَالَ فَجعل جلّ يَقُول عِنْد الْقَبْر
يارب الْقُرْآن إغفر لَهُ
فَقَالَ ابْن عَبَّاس مَه أما علمت أَن الْقُرْآن مِنْهُ
فَقَالَ فَغطّى الرجل رَأسه كَأَنَّهُ قد أَتَى كَبِيرَة
وَمعنى قَوْله إِن الْقُرْآن مِنْهُ أَي هُوَ صفة الله الْقَائِمَة بِذَاتِهِ وَلم يجز أَن يكون مَا كَانَ من حكمه مربوبا مُحدثا
فَإِن قيل فَمَا معنى قَول عَمْرو بن دِينَار
أدْركْت مَشَايِخنَا يَقُولُونَ مُنْذُ سبعين سنة
إِن الْقُرْآن كَلَام الله مِنْهُ خرج وَإِلَيْهِ يعود

1 / 287