مشكل الحديث وبيانه
محقق
موسى محمد علي
الناشر
عالم الكتب
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٨٥ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
علوم الحديث
ذكر خبر آخر يَقْتَضِي التَّأْوِيل
رُوِيَ فِي الْخَبَر أَن النَّبِي ﷺ قَالَ عقيب كَلَام ذكره مِمَّا لَا يَقْتَضِي تَأْوِيلا وَلَا يُوهم تَشْبِيها
وَأَن آخر وَطْأَة وَطئهَا الله ﵎ بوج
ذكر تَأْوِيله
أعلم أَن الْوَطْأَة الَّتِي هِيَ بِمَعْنى مماسة بجارحة أَو بِبَعْض الْأَجْسَام لَا يَصح فِي وصف الله تَعَالَى لإستحالة كَونه جسما وإستحالة الممارسة عَلَيْهِ وإستحالة تَغْيِيره بِمَا يحدث فِيهِ من الْحَوَادِث وَإِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ مَحْمُولا مَعْنَاهُ على مَا تقدم ذكره فِي أَن ذَلِك يرجع إِلَى الْفِعْل دون أَن يكون معنى يتَعَلَّق بِالذَّاتِ مِمَّا يَقْتَضِي حُدُوث معنى فِيهَا
وَمعنى الحَدِيث على هَذَا التَّأْوِيل أَن آخر مَا أوقع الله سُبْحَانَهُ بالمشركين بِالطَّائِف وَكَانَ آخر غَزْوَة غَزَاهَا النَّبِي ﷺ حنين وَادي الطَّائِف وَوَج اسْم مَوضِع فِيهِ وَكَانَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة يذهب فِي تَأْوِيل هَذَا الحَدِيث إِلَى نَحْو مَا ذَكرْنَاهُ وَيَقُول إِن ذَلِك مثل قَوْله ﷺ
اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف // أخرجه البُخَارِيّ //
فتتابع الْقَحْط عَلَيْهِم سبع سِنِين حَتَّى أكلُوا الْقد وَالْعِظَام
وَالْعرب تَقول فِي كَلَامهَا اشتدت وَطْأَة السُّلْطَان على رَعيته وَلَيْسَ
1 / 279