مشكل الحديث وبيانه

ابن فورك ت. 406 هجري
198

مشكل الحديث وبيانه

محقق

موسى محمد علي

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٥ هجري

مكان النشر

بيروت

جيده وَالْمُخْتَار مِنْهُ فَأَما الْعين الَّتِي هِيَ بِمَعْنى الْجَارِحَة فَظَاهر الْمَعْنى فِي الإستعمال لأَنهم يَقُولُونَ عين الرّكْبَة والحدقة عين وَإِذا كَانَ لفظ الْعين مُشْتَركا مُبين هَذِه الْمعَانِي الْمُخْتَلفَة وَكَانَ وصف الله بالجارحة مستحيلا وَجب أَن يكون مَحْمُولا على بعض هَذِه الْمعَانِي الَّتِي ذكرنَا فِي معنى الْعين وَذَلِكَ أَنه إِن حمل على أَن المُرَاد بِهِ الْحِفْظ والكلاءة كَمَا قيل فِي قَوْله ﴿فَإنَّك بأعيننا﴾ وَفِي قصَّة نوح ﴿تجْرِي بأعيننا﴾ لم يكن ذَلِك مُنْكرا وَكَانَ مَعْنَاهُ أَن الله ﷿ موفق للْمُصَلِّي حَافظ لَهُ وَأَنه يحفظه وكلاءته حِين وَفقه للصَّلَاة وحرسه عَن الْمعْصِيَة فِي تَركهَا كَانَ بِعَيْنِه على معنى أَنه تَحت حفظه ورعايته وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك أَن مَا ذكر من الْخَبَر يدل عَلَيْهِ من قَوْله أَنا خير لَك مِمَّن تلْتَفت إِلَيْهِ لِأَن ذَلِك واعظ لَهُ من نَفسه تَنْبِيها لَهُ من ربه بزجره عَن الإغفال ويدعوه إِلَى الإقبال وَهَذِه عَلامَة الْحِفْظ والكلاءة من قبل الله ﷿ وَإِذا قُلْنَا إِن المُرَاد بِعَين الْبَصَر وَأَنه قد يُسمى الْبَصَر عينا لأجل أَنه مِمَّا يتَعَلَّق بِهِ وَيقوم بِهِ فِينَا كَانَ المُرَاد بِأَن الْمُصَلِّي بمرأى من الله ومشهد يرَاهُ وَيرى حركاته وَيسمع كَلَامه وَيشْهد قلبه وَتَكون الْفَائِدَة فِيهِ

1 / 260