مشكل الحديث وبيانه

ابن فورك ت. 406 هجري
193

مشكل الحديث وبيانه

محقق

موسى محمد علي

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٥ هجري

مكان النشر

بيروت

وتقطع وَتارَة يتجلى بأفعاله لخلقه بِأَن يظْهر آيَاته الناقضة للعادات وعلاماته المزعجة للقلوب والأنفس فيسمى إِظْهَاره لذَلِك تجليا وَذَلِكَ سَائِغ فِي اللُّغَة على الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا كَمَا قَالَ الْقَائِل تجلى لنا بالمشرفية والقنا يَعْنِي بِالسُّيُوفِ والرماح وَأَرَادَ ظُهُور الْقَوْم بِالْحَرْبِ عَلَيْهِم وَفِيهِمْ وَأما معنى التجلي فَهُوَ الظُّهُور وَلذَلِك تَقول جلوت الْعَرُوس إِذا أظهرتها وأبرزتها وَمِنْه قَول الْقَائِل (فَإِن الْحق مقطعه ثَلَاث ... يَمِين أَو نفاد أَو جلاء) أَي ظهرو وبروز وَمِنْه الإنجلاء عَن الأوطان بالظهور مِنْهَا وَالْخُرُوج وَإِذا كَانَ هَذَا سائغا فِي اللُّغَة كَانَ الْوَاجِب أَن يكون مَحْمُولا عَلَيْهِ لإستحالة وصف الله تَعَالَى بِالْكُلِّ وَالْبَعْض والجزء وَذكر الشَّيْء وَالْمرَاد بِهِ غَيره سَائِغ فِي اللُّغَة كَقَوْل الْقَائِل بَنو فلَان يطؤهم الطَّرِيق وَالْمرَاد أهل الطَّرِيق المارون فِيهَا وَالْعرب تَقول إجتمعت الْيَمَامَة يُرِيدُونَ بذلك أَهلهَا وَقَالَ الله ﷿ ﴿واسأل الْقرْيَة﴾ وَأَرَادَ أَهلهَا وَإِذا سَاغَ ذَلِك كَانَ قَوْله أبدى عَن بعضه مَحْمُولا على هَذَا النَّحْو أَنه أبدى عَن بعض آيَاته وعلاماته من الْأَفْعَال المنذرة الخوفة

1 / 255