============================================================
كتاب مشاكلة الناس لزانهم : يرجع تأليف هذا الكتاب إلى حوالي عام 289/ 290 ه (902/ 903م)، يستدل على ذلك من اخر معلومة وردت فيه وكانت عن الخليفة المعتضد الذي توفي في عام 289ه/ 902م . وقد ابتدأه المؤلف بقوله "فأما الخلفاء وملوك الإسلام، فإن المسلمين في كل عصر تبع للخليفة يسلكون سبيله ويذهبون مذاهبه ويعملون على قدر ما يرون منه، ولا يخرجون عن أخلاقه وأفعاله وأقواله يوجد هذا الكتاب في خطوطة فريدة محفوظة بمكتبة مراد ملا في اسطنبول بتركيا تحت رقم 23/1410 ضمن جموعة من 179/ 186، يعود تاريخ تسخها الى القرن التاسع الهجري، ويحتفظ معهد إحياء المخطوطات العربية المصورة بالقاهرة بصورة فيلمية هذه المخطوطة تحت رقم تصوير ف922 من1، حصل المحقق على صورة منها في سنة 1980م.
تقع المخطوطة في سبع ورقات فقط، مقاسها 5218 270سم، وعدد أسطر الصفحة الواحدة 21 سطرأ، وقد كتبت برسم المصحف العشاني بخط نسخي واضح ومشكول في بعض الأحيان والمخطوطة لا تخلو من بعض الأخطاء الإملاثية التي نجمت عن نسخها، كما أن اسم الناسخ وتاريخ التسخ غير مثبتين في نهايتها، ولم يلتزم الناسخ بتنظيم فقرات الكتاب، كما ترك بعض الكلمات غير منقوطة قام وليام ملوارد1(ح11اللا بتحقيق المخطوطة لأول مرة، وطبع التحقيق في بيروت سنة 1962 . ومن خلال مراجعتي للتسخة المحققة ومقارنتها بالنص الأصلي، رأيت وجوب تحقيق المخطوطة وتقديمها بشكل أفضل، لأن ملوارد لم يعن في تحقيقه بالأخطاء الإملائية وبعض الأخطاء في رسم الأسماء التي حدثت عند النسخ، بالإضافة إلى أنه لم يزؤد القارىء بما يلزم من معلومات حول أسماء المواضع والأشخاص، وقد تشر التحقيق بمقدمة قصيرة تصف المخطوطة بشكل عام في ذيل كتابي "اليعقوبي الجغرافي المؤرخ الذي طبع في الدوحة سنة 1984.
بعد مضي اكثر من سبع سنوات على نشر التحقيق، كان خلالها قد توافر لديي المزيد من المصادر والمراجع ذات نفس الدلالة التاريخية مع اختلاف في المنهج والأسلوب ، مما حدى بي إلى إعادة النظر في الكتاب ليخرج الى القارىء في شكل جديد تحقق معه : استكشاف المصادر التي اعتمد عليها المؤلف في رصدما احتوى عليه الكتاب من معلومات، لأن الكتاب كان خلوا من مقدمة يذكر فيها المؤلف مصادره .
تحليل النص والتعليق عليه، مع عقد مقارنة بين المعلومات التي وردت فيه والمعلومات التي وردت في المصادر والمراجع الأخرى لبيان مدى التشابه والاختلاف بيتها تقديم المؤلف للقراء من خلال معلومات عن حياته وآثاره العلمية.
187
صفحة ٧