============================================================
ثم ولى المهتدي، وهو محمد بن الواثق، فذهب إلى القضاء في الدين وجلس للمظالم ووقع بخطة وقرب الفقهاء . وكان يقول : يا بني هاشم دعوني أسلك مسلك عمر بن عبدالعزيز فاكون عليكم مثله في بني أمية . وتقلل في اللباس والفرش، وتوهم الناس عليه أن يذهب مذهب أبيه في القول بخلق القرآن . والمعتمد ، وهو أحمد بن المتوكل، فإنه لم تطل أيامه حتى غلب على أمره، فاثر اللذة، وعكف على الملاهي وغلب أخوه أبو أحمد(5) على الأمور حتى حظر عليه وحبسه، وكان أول خليفة قهر وخجر عليه وحظر(51).
ثم كان المعتضد ، وهو أحمد بن أبي أحمد بن المتوكل (52)، فكان رجلا شهما حازمأ. آخر ذلك.
(50) أبو أحد الموفق طلحة بن جعفر المتوكل ويسمى الناصر لدين الله انظر المسمودي التنبيه والإشراف : 318 (51) المعوني، التتبيه والإشراف : 318، حد أحمد علي محور، أوائل السابقين، ص 45 (52) وبويع المعتضد يوم الثلاثاء لاثنتي عشر ليلة بقيت من رجب سنة 279 ه، وتوفى بمدينة السلام (بغداد) ليلة الأحد وقيل الثلائاء لثمان بقين وقيل لست ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة 289ه، وله سبع واربعون سنة "انظر التتبيه والإشراف، ص 1320
صفحة ٣٠