============================================================
كتاب مشاكلة الناس لزمانهم وما يغلب عليهم في كل عصر من كتب التاريخ التي يعود تأليفها الى القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) ، ولم يأخذ مكانه في المكتبة العربية إلا في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث طبع لأول مرة في بيروت سنة 1962م . ومؤلف هذا الكتاب يعرف باليعقوي، وهو من العلماء المسلمين الذين اهتموا بالكتابة في التاريخ والجفرافيا. والمعلومات عن شخصيته نادرة نجد شذرات منها مبثوثة في بعض المصادر العربية التي يهتم مؤلفوها بذكر من سبقهم في التأليف أو عند الاقتباس من آثارهم، رغم أن المؤرخين والإخباريين توقفوا أمام شخصيات أقل أهمية وأقل شأتأ مثل المغنين والقيان ، وربما يعود ذلك إلى أن اليعقوي لم يذكر شيئا عن نفسه أو عن حياته في كل مؤلفاته.
اليعقوي هو الكاتب العباسي أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح بن عبدالله المنضوري، يرد اسمه في المصادر العربية بصيغ ختلفة من هذا النسب الطويل فتارة نراه أحمد بن أبي يعقوب أو أحمد الكاتب أو أحمد بن إسحاق أو أحمد بن واضح، وتارة أخرى نجده ابن واضح الأصبهاي وابن واضح المصري أو ابن وهب أو ابن اليعقوبي ، إلا أن شهرته باليعقوبي قد فاقت جميع تلك الصيغ:.
لم تتعرض المصادر المختلفة إلى ذكر تاريخ مولده في حين يرى ياقوت الحموي وإسماعيل البغدادي أنه توفى في عام 284ه/ 897م(1)، مما جعل غيرهم يأخذ بهذا التاريخ . ومن خلال تحليل كتابات اليعقوبي نرى أنه كان لايزال حيا بعد ذلك التاريخ ، يدل على ذلك تأريخه للخليفة المعتضد الذي توفى في عام 289 ه/ 902م حيث وصفه في كتاب مشاكلة الناس لزمانهم وما يغلب عليهم في كل عصر، بقولهه فكان رجلا شهما حازماه . ويؤكد هذا الرأي كذلك ما ذكره الكندي وما تقله العاملي والمقريزي من مقالة لليعقوي ذكرها في عام 292ه/ 905م، بعد القضاء على دولة الطولونين في مصر وهي تقول : وحدث أحمد بن أبي يعقوب الكاتب قال : لما كانت ليلة عيد الفطر من سنة 292ه(09هم) تذكرت ما كان فيه آل طولون في مثل هذه الليلة من الزي الحسن بالسلاح وملونات البنود والأعلام وشهرة الثياب وكثرة الكراع وأصوات الأبواق والطبول فاعترتني لذلك فكرة ، ونمت في ليلتي فسمعت هاتفأ يقول : ذهب الملك والتملك والزينة لما مضى بنو طولون"(2). بناءأ على ذلك، يمكن القول بأن وفاة اليعقوي قد حدثت بعد عام 292 ه مباشرة أو في عام لاحق على وجه التقريب: (1) باقوت، معبم الأدباء طبعة الدكور رفاعي جف ص153 ، إسباعيل البغدادي هدية العارفين، جا ، ص52.
(2) الكتدي، كتاب الولاة، ص س 250 - 202 ، الفريزي، الحخطط، جا ، س326، العامل، أصيان الشيعة، .259 183
صفحة ٣