============================================================
معاوية فقد ذكره في تاريخه(1") ووصفه بأن له مذهيأ جميلا، وقد أورد خطبته في الناس يوم ملك ..
ومنها يستدل على رفضه لتصرفات والده يزيد بن معاوية ووصفه له بأنه لم يكن خليقا للخين، فركب هواء واستحسن خطاه وعظم رجلؤه فأخلف الأمل .. إلخ.
يلاحظ القارىء في الفصل الثالث بعض الأمور التي يذكرها المؤلف عن الخلفاء العباسيين تمثل جانبى الشخصية الإنسانية الحسن منها وغير الحسن، الأمر الذي يجعلنا نشعر معه بحياد في طبيعة كلامه . وقد خص اليعقوي لقب أمير المؤمنين لاثتين من الخلفاء العباسيين هما : أبو العباس السفاح والمأمون . ولم يذكر من أمور السفاح إلا أمرين ، الأول ، أنه أحياسنة رسول الله عندما خطب على المثبر واقفأ، والثاني، أنه كان سريعا إلى الأمر بسفك الدماء فتمثل بذلك عماله. أما أبو جعفر المنصور فخصه بكثير من الأمور، فكان أول هاشمي أوقع الفرقة بين ولد العباس بن عبدالمطلب وأي طالب بن عبدالمطلب، وأول من اتخذ المتجمين وعمل بالنجوم، وأول خليفة ترجم الكتب القديمة ونقلها إلى اللسان العربي، ونظر في العلم وروى الحديث، وكان أول خليفة بنى مدينة فتزلها وهي مدينة بغداد، كما أنه أول خليفة استعمل مواليه وغلمانهم وقدمهم على العرب، فامتثلت ذلك الخلفاء من ولده بعده . ولما تعرض لذكر الخليفة المهدي وصفه بأنه كان سمحا سخيأ كريا جوادا بالأموال فذهب الناس مذهبه، وهو أول خليفة أمر المتكلمين أن يضعوا الكتب للرد على الزتادقة وأهل الإلحاد، وبنى المسجد الحرام ومسجد الرسول بعد أن هدمته الزلازل. ويذكر الذهبي أن المهدي قد فرق على الناس مبلفأ كان قد تبقى في خزاثن أبيه ومقداره مائة ألف ألف درهم وستين ألف درهم (25). أما الأمور التي خص بها موسى بن المهدي فهي كانت على النقيض من أمور هارون الرشيد بن المهدي، فالأول كان جبارا مشت الرجال بين يديه بالسيوف المسللة، فتشبه عماله به، أما الثاني فكان متابعا للحج والغزو وبناء السدود والقصور فتشبه أهله وعماله وأصحابه وكتابه به، وكانت أيامه توصف بأيام العرس لكثرة المفضلين فيها، وكان يشجع الألعاب الرياضية وقدم اللعاب وأجرى عليهم الأرزاق، ونافسته في جده وهزله زوجته أم جعفر وأثارها في كلا الجانبين مبثوثة في كتب التاريخ . وكذلك الحال في أمور كل من الأمين والمأمون، فمحمد الأمين بن الرشيد قدم الخدم وآثرهم ورفع منازلهم، وقد وصفه الذهبي بأنه كان مبذرا للأموال لعابا (26). وعلى النقيض منه تجد المأمون الذي كان أول خليفة كتب على عنوانات كتبه وبسم الله الرحمن الرحيم" وأول من أرخ الكتب باسم كاتبها، وجالس المتعلمين والفقهاء والأدباء وأقدمهم من البلدان وأجرى لهم الأرزاق، وكان اكرم الناس عفوا وأحسنهم قدرة وأجودهم بالمال وأبذلهم في العطايا ، الا أنه كان في بداية أمره يذهب مذهب ملوك الفرس، وقال بخلق القرآن، وهما أمران سار عليهما (14) نفس المرجع، ص24 (25) الذهي، فول الإسلام، جه ص 112.
(46) تفس المرجع، ص124.
193
صفحة ١٣