أن أطلبه لك افترسه السبع وأعظم الله أجرك فيه فقال الحمد لله الذي لم يجعل في قلبي حسرة من الدنيا ثم شهق شهقة وسقط على وجهه فجلست ساعة فحركته فإذا هو ميت فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون فكيف أعمل في أمره ومن يعينني على تغسيله وكفنه وحفر قبره ودفنه فبينما أنا كذلك إذ أنا بقفل يريدون الرباط فأشرت إليهم فأقبلوا نحوي حتى وقفوا علي وقالوا من أنت ومن هذا فأخبرتهم بقصتي فعقلوا رواحلهم وأعانوني على اغتساله بماء البحر وكفناه بأثواب كانت معهم وتقدمت وصليت عليه مع الجماعة ودفناه في مظلته وجلست عند قبره آنسا به أقرأ القرآن إلى أن مضى من الليل ساعة فغفوت غفوة فرأيت صاحبي في أحسن صورة وأجمل زي في روضة خضراء عليه ثياب خضر قائما يتلو القرآن فقلت له ألست بصاحبي قال بلى قلت فما الذي صيرك إلى ما أرى فقال اعلم أني وردت مع الصابرين على الله عز وجل في درجة لم ينالوها إلا بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء فانتبهت وحكى الشعبي قال رأيت رجلا وقد دفن ابنه فلما حثي عليه التراب وقف على قبره وقال يا بني كنت هبة ماجد وعطية واحد ووديعة مقتدر
صفحة ٦٣