فضربت ابنا له دابة لبعضهم فمات فأخفى ذلك عن القوم وقال لأهله لا أعلمن صاحت منكم صائحة أو بكت منكم باكية وأقبل على إخوانه حتى فرغوا من طعامه ثم أخذ في جهاز الصبي فلم يفجأهم إلا بسريره فارتاعوا فسألوه عن أمره فأخبرهم فتعجبوا من صبره وكرمه وذكر أن رجلا من اليمامة دفن ثلاثة رجال من ولده ثم احتبى في نادي قومه يتحدث كأن لم يفقد أحدا فقيل له في ذلك فقال ليسوا في الموت ببديع ولا أنا في المصيبة بأوحد ولا جدوى للجزع فعلام تلوموني وأسند أبو العباس من مسروق عن الأوزاعي قال حدثنا بعض الحكماء قال خرجت وأنا أريد الرباط حتى إذا كنت بعريش بمصر إذ أنا بمظلة وفيها رجل قد ذهبت عيناه واسترسلت يداه ورجلاه وهو يقول لك الحمد سيدي ومولاي اللهم أحمدك حمدا يوافي محامد خلقك كفضلك على سائر خلقك إذ فضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا فقلت والله لأسأله أعلمه أو ألهمه إلهاما فدنوت منه وسلمت عليه فرد علي السلام فقلت له رحمك الله إني أسألك عن شيء أتخبرني به أم لا فقال إن كان عندي منه علم أخبرتك به فقلت رحمك الله على أي فضيلة
صفحة ٦١