بل ربما قدم كثير من الناس نفسه على ولده وافتدى به وإن تيقن عطب الولد كما اتفق ذلك في المفاوز والمخمصة هذا كله وإن كان في نار وعطب ينتفي [ينقضي] ألمه في ساعة واحدة وربما ينتقل بعده إلى الراحة والجنة فما ظنك بألم يبقى أبد الآباد ويمكث سنين [سنوات]- وإن يوما عند ربك منها- كألف سنة مما تعدون ولو يراها أحدنا [ولو رآها راء] وأشرف عليها لود أن يفتدي ببنيه وصاحبته وأخيه. وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا إنها لظى نزاعة للشوى. تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى ومن هنا جاء
ما ورد عن النبي (ص) أنه قال لعثمان بن مظعون رضي الله عنه وقد مات ولده فاشتد حزنه وجزعه عليه يا ابن مظعون إن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب @HAD@ أفما [أفلا] يسرك أن لا تأتي بابا منها إلا وجدت ابنك إلى جنبك [إلى جنبه] آخذا بحجزتك ليستشفع لك إلى ربك حتى يشفعه الله تعالى وسيأتي له نظائر كثيرة
الثالث أنك إنما تحب بقاء ولدك لينفعك في دنياك أو في آخرتك ولا تريد في الأغلب بقاءه لنفسه فإن هذا هو المجبول على طبع الخلق على أن منفعته لك على تقدير بقائه غير معلومة-
صفحة ٧