ترضى بما صنعتم فاعطوها ديته من مالي-
وروى الصدوق في الفقيه أنه لما مات ذر بن أبي ذر (رحمه الله) وقف على قبره أبوه ومسح القبر بيده ثم قال رحمك الله يا ذر والله إنك كنت لي لبرا ولقد قبضت وإني عنك لراض والله ما بي فقدك وما بي من غضاضة وما لي إلى أحد سوى الله من حاجة ولو لا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك والله ما بكيت عليك بل بكيت لك فليت شعري ما قلت وما قيل لك اللهم فقد وهبته ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك فأنت أحق بالجود والكرم مني
وأسند الدينوري إلى ذر بن عمر بن ذر لما مات وقف أبوه على قبره وقال رحمك الله يا ذر ما علينا من بعدك من خصاصة وما بنا إلى أحد مع الله من حاجة وما يسرني أن أكون المقدم قبلك ولو لا هول المطلع لتمنيت أن أكون مكانك وقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك فليت شعري ما ذا قلت وما ذا قيل لك ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم إني قد وهبت له حقي فيما بيني وبينه فاغفر له من الذنوب ما بينك وبينه فأنت أجود الأجودين وأكرم الأكرمين ثم انصرف وقال فارقناك
صفحة ٥٨